كرامة الإنسان كقيمة دستورية في الدساتير الحديثة ( القانون الأساسي الألماني لعام 1949 أنموذجاً)

Abstract

تمهيدكرامة الإنسان هي الفكرة الفلسفية الأساسية التي ألهمت العالم لأكثر من نصف قرن، وحرّكَت التحليل الدستوري للتوجه نحو مجالات العدالة الاجتماعية واحترام شخصية الإنسان والحرية. تعترف معظم الدساتير الوطنية المعاصرة والإعلانات الدولية لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة باحترام كرامة الإنسان كمبدأ أساسي غير قابل للانتهاك، لذا فالسؤال المهم هنا هو: ما الذي يبرر مكانة كرامة الإنسان كمبدأ دستوري رائد؟ هناك ثلاثة مفاهيم تتعلق بطبيعة هذه الكرامة ودورها: مفهوم الكرامة باعتباره أعلى قيمة دستورية، وهي قيمة الإنسانية والحياة البشرية؛ مفهوم الكرامة باعتباره الحق الشخصي الرئيسي؛ ومفهوم الكرامة كحالة؛ مفهوم كرامة الإنسان كأعلى قيمة يتم تبنيها من خلال الدستور السائد. بدأ مصطلح (كرامة الإنسان Human Dignity) ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية يحتل مكانة متميّزة كمفهوم مركزي في الدساتيرالحديثة. وبذلك اكتسب المصطلح الاعتراف به كمبدأ دستوري، ويعبر عنه بمستويات مختلفة: كمبدأ سياسي شامل وراء الإطار الدستوري؛ كمفتاح رئيسي لتفسير وتطبيق الحقوق والقيم الآخرى؛ وكحق كامل قابل للتنفيذ.