السياسة الخارجية: المفهوم والادوات

Abstract

المقدمة:تشير اغلب الدراسات إلى عدم وجود تعريف شامل للسياسة الخارجية على اعتبارها فرع من العلوم السياسية و قد تطرق البعض إلى أن تعريفات السياسة الخارجية قد تتسم بالعمومية، على الرغم من أن أغلبها تتفق على مسالة تحقيق الهدف المرجو للوحدة الدولية في تفاعلها من الوحدات الاخرى التي توضع وفق الاستراتيجيات المقترحة من قبل صانع القرار والمؤسسات المعنية في صنع القرار التي تأخذ في حساباتها نوع وخصائص النظام السياسي لهذه الدولة أو تلك، والحقيقة ومع التطور الحاصل في النظام الدولي ومن خلال التحولات التي طرأت عليه سواء السياسية أو العلمية من تطور تكنولوجي نجد أن هذا المفهوم قد توضحت مفاهيمه وأهدافه ووسائله ومناهجه مما اتاح أن تتوضح تعريفاته على مختلف المنطلقات الفكرية التي تحاول تعريفه، لكنه بالنتيجة أن عمل السياسة الخارجية يصب في تحقيق المصلحة العليا للدولة وفق تلك الاستراتيجيات التي تم رسمها من قبل صانع القرار والدوائر المعنية بذلك من خلال قياس درجات الفعل ورد الفعل والمصلحة، بالتالي فان المحددات المفاهيمية للسياسة الخارجية تحددها مجموعة من المواقف التي تحاول أن تجعل من العوامل الاقليمية والدولية مهيأة لخدمة مصالحها وتحقيق أهدافها المرجوةتكمن اهمية الدراسة في التركيز على مفهوم السياسة الخارجية وكل ماله علاقة بالمنطلقات الفكرية التي حددت هذا المفهوم والتركيز على صناعتها من خلال التقاء الرؤى والتصورات التي تتم صياغتها من قبل صانع القرار وفريقه المعني بوضع هذه السياسة التي بالضرورة تكون متناغمة من الاحداث والمشاهد التي تكون الدولة جزءاً منها، أما المشكلة التي انطلقت على اساسها الدراسة هي الوقوف على دراسة المنطلقات الفكرية التي تناولت تفكيك مفهوم السياسية الخارجية والوصول إلى تعريف جامع لهذا الفرع، والمنهجية التي على أساسها بنيت الدراسة هي استخدام المنهج المقارن لقياس مدى تقارب واختلاف التفسيرات والتعاريف بين كل من السياسة الخارجية والعلاقات الدولية على اعتبار أن الاولى فرع من فروع الثانية، وايضاً استخدام تحليل المضمون للوقائع والاليات التي ساهمت في تعزيز الادوات المستخدمة في السياسة الخارجية. وعليه تم تقسيم هذه الدراسة إلى مبحثين الاول تضمن الولوج في مفهوم السياسة الخارجية مع تناول المنطلقات الفكرية للباحثين والمفكرين والمختصين في هذا المجال وتناول آرائهم وتصوراتهم عن مفهوم السياسة الخارجية خصوصاً وسط الغموض الذي أُحيطت به بسبب عمومية التفسير، وايضاً تناولنا العلاقة بين السياسة الخارجية والعلاقات الدولية مع تبيان ماهية العلاقات الدولية في السياسة الدولية وتأثيرها على حجم التفاعلات بين الوحدات الدولية، المبحث الثاني تناولنا فيه ادوات السياسة الخارجية التي من خلالها تسطيع الوحدات الدولية السيطرة وبسط النفوذ بوسائل وادوات مختلفة تنفذ من خلالها السياسة الخارجية.