الانسجام الصوتي في المفردة العربية

Abstract

وصحبه.أما بعد، فإنّ لعملية الكلام جانبين : عضوي ونفسي . وهي تبدأ من الرباط النفسي أو العقلي الذي أُتُّفِق عليه في عقول المتكلمين من أصوات مؤتلفة في وحدات لغوية(مفردات) ترمز إلى معان محددة، ثم تنتقل إلى الجهاز النطقي عن طريق إشارات عصبية يرسلها إليه العقل لإنتاج الصوت المطلوب الذي ينتقل عن طريق موجات صوتية إلى أذن السامع التي تقوم بإيصال الرمز الصوتي إلى العقل وهو مَنْ يعطي هذه الأصوات قيمتها( ) . ولما كانت اللغة تتوزعها مجموعة أنظمة ، فإنها تبدأ " بالنظام الصوتي (بصوامته وصوائته وفونيماته ومقاطعه)وما يسود فيه من ظواهر النبر والتنغيم وغيرها"( ). على أن هذا النظام يستقر عند الإنسان منذ الطفولة ويستمر ما عاش من السنين إذ يحتفظ بمجموعة حركات اعتادت عليه أعضاؤه الصوتية( ). أما أصوات المفردة الواحدة فيجب أن تكون مرتّبة على نسق خاص وجارية على السنن اللغوية المألوفة عند أهل البيئة اللغوية، إذا ما عرّفنا المجتمع الكلامي بأنه مجموعة كائنات بشرية " يكون بينها التفاعل أساسياً وتفصيلياً وعميقاً، إلى درجة أنّ كلامهم يكون من الناحية العملية متجانسا"( ). ومن ثَم فإنّ المفردة اللغوية تكون عرضة لأي نقد يوجه إلى اللغة، وليس ثمّة ما يثير الدهشة في مكانة المفردة هذه ، فهي أول خطوة يقوم بها الطفل حين يتعلم اللغة، وهي تقع أسماً لشخص أو شيء، ولها كيان مستقل في الكتابة . وفوق هذا تخضع لعدد لا يُحصى من القيود(اللغوية)التي يمكن أن تكون في بعضها :(خرافية)!( ) . . وهذا بحث في انسجام أصوات المفردة العربية ، يحاول الباحث فيه التعريف بهذا النوع من الانسجام في اللغة والاصطلاح ، وأهميته ، وإشارات أبرز علماء العربية إليه ، وسببه ، وأبرز مظاهره، مبتعداً عن اللهجات (القبيحة) وما قد يلصق بالكلمة من ضمائر فتتغير بنيتها؛ لأنها حينئذٍ ستخرج من تعريف (الكلمة المفردة)، ثم خاتمة بأهم نتائج البحث، فثبت بمصادره ومراجعة، على أنّ العرض لمفاصل البحث ولا سيما مظاهر الانسجام سيكون مختصراً ومختزلاً انسجاماً مع مقام البحث الذي يصلح لأن يُكتب فيه الكثير. ومن الله التوفيق.