المتغزل في أشعار إسحاق ليبوش بيرتس (دراسة تحليلية)

Abstract

بين الكثير من التغييرات التي حلت في مجالات الشعر العبري أواخر القرن التاسع عشر ظهرت تحولات بعيدة المدى نسبياً، بمفهوم فن براعة الشعر ، وأيضاً في طريقة صياغته الملموسة وتشكيلته الواقعية. الأشعار العاطفية عامة وأشعار الحب والغزل بشكل خاص، وقد كانت إيجازاً وحكمة بالمقارنة لمعدل الشعر في فترة السكالاه، كذلك وبتلك الأهمية الجوهرية من ناحية بحثية تأملية ، فقد نجحت بإيجاد المغزى الدلالي بتركيب معاني كلمات الشعر أو ما يسمى بعلم الدلالات .عند دراسة الاتجاهات النقدية التي تناولت المجموعة الشعرية لإسحاق ليبوش بيرنس يتضح أنها تتأرجح بين التقليل من شأنها جملة وتفصيلاً وبين تقييمها إيجابياً، وهذا التقييم انطباعياً بشكل عام ومتحفظاً عليه إلى حد ما ، وما يثير الدهشة هنا أن الأشعار نفسها لم تُدرس دراسة نظامية (على شكل نصوص) . إن هذه المجموعة الشعرية تضمنت قصائد وأشعار مقسّمة إلى مجموعتين من حيث الفكرة الرئيسة (الدالة) تصفان كلتا المجموعتين (النفس العليلة) و(أنا الشاعر) جميع القصائد التي يظهر بها جلياً وبوضوح لمزاج يطلق عليه بلغة عالم الشعر (العليل بلوعة الحب) أو (المكتئب) ويصف الشاعر هنا أنه بقرب الحبيبة يشعر بمزاياها السحرية (عيناها) تجلي الهم والكرب وتقشع الظلال المتدلية، لذلك فإن الشاعر يتأمل لحضورها الدائم ووجودها الأبدي ويتطلع في تحقيق ذلك، أن جملة من هذه القصائد تعبّر بوضوح عن رؤية متناقضة مع (الحبيبة الشيطانة) أنها غالباً تغيّر (أقنعتها) ويتعذر على الحبيب التأكد من صورتها الحقيقية ، ويتبين من خلالها أحياناً موقفاً عدائياً واضحاً ، أنها (الحبيبة) تتمرد وتجعل الآخرين يتعاطفون معها وتخدع الذين يغازلونها خداعاً قاسياً، ويستمر الحبيب (بعبادتها) في أغلب الحالات آملاً بنظرة عطف وإنصاف منها .إن مثل هذه الأفكار ظهرت في الفترة الانتقالية عند أدباء آخرين بنسب مختلفة، لكن وحدها أشعار الغزل عند بيرنس، حسب وجهة نظري، تكمن في تركيبتها المعنوية.لاشك أن هذه المختارات من الأشعار لا تتطابق بنفس الدرجة من حيث تعقدها ونوعيتها وتركيبها، وبذلك يظهر تأثير الهسكالاه، بعبارة أخرى، وضع بلاغي مؤثر قائم مؤلف من فقرات مفهرسة على قاعدة مصنفة معروفة، مثل (مع كل البراعم) ، (أسرار النجوم والسماوات)، (طائر بلا جناحين) أو يحدد بشكل تدريجي مثل : (حاجبك الناصح سمائي) ومونولوجات أخرى في فصل (التمواراه) (فصل المشنا والتلمود) ، ومع ذلك ليس هناك إنكار بأن الأشعار المتعددة نسبياً التي يظهر فيها الابتعاد عن المعيار القديم وتبدأ بداية هامة في اتجاه تركيب دلالي ديناميكي بروح (شكل الشعر المتبدل) أو (نموذج القصيدة المعاكسة) من الممكن وضع مقياس هرمي بين هذين القطبين للاستفادة منه في محاولة تحديد قيمة وأهمية المجموعة الشعرية في تطوير الشعر العبري في عصر النهضة .