The Effect of Worship in Islamic Education

Abstract

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى اله وصحبه ومن والاه 0 وبعد 000 فان عبادة الله تعالى هي الغاية المحبوبة المرضية له ، فمن أجلها خلق الثقلين كما قال سبحانه :  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (1) ، وبها بعث رسله إلى البشرية : َلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ( 2 ) وعبادة الله التي تتحقق بها للعبد سعادة الدارين لا تؤتي ثمارها إلا إذا وقعت موافقة لأمر الشارع خالصة له ، وذلك لقوله تعالى :  فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ( 3 ) 0 وإن الناظر في نصوص الكتاب والسنة يجد ان مدلول العبادة فيها شامل لا يقتصر على الفرائض ، فالحياة في منهج الله تعالى وِحدَة ، كل ما فيها لله ، والإسلام لا يفصل بين طريق الدنيا وطريق الآخرة ، ولا يفرق بين الفرائض والسلوك ، ويجعل كل حركة في حياة المسلم وثيقة الصلة بعقيدته ، كي يتوجه بها إلى ربه ، منفذاً أمره ، ومحققاً رسالته 0 وإنما شرع الله تعالى الأعمال والقربات كالصلاة والزكاة وغيرها لتزكية النفس وتطهيرها من الرذائل ، ولتبلغ الكمال في العبودية والطاعة لله 0 فلا يجوز والحال هذه الفصل بين العبادات وثمرتها لأن الله قرن بينها فلا تزكية إلا بالعبادة ، وكذلك العبادة ما لم يظهر آثرها على سلوك المسلم وتصرفاته فتمنعه من ارتكاب الحرام فإنها قد لا تنفع صاحبها في الآخرة وإن كانت تسقط عنه الواجب في الدنيا 0 ولا بد من الإيمان بان التربية هي الوسيلة الفذة لتغيير المجتمع ، وبناء الرجال، وتحقيق الآمال ، وعماد التربية الربانية ، هو القلب الحي الموصول بالله تبارك وتعالى ، الموقن بلقائه وحسابه ، الراجي لرحمته ، الخائف من عقابه ، ومن المقومات الأساسية التي قامت عليها التربية الربانية : العبادة لله تعالى ، ومن هنا يتضح جلياً العلاقة الوثيقة بين التربية الإسلامية والعبادة ، فكلاهما مصدره واحد هو الكتاب والسنة ، ولأهمية هذا الموضع ارتأيت الكتابة فيه ، فجاء البحث الموسوم (( أثر العبادة في نمط التربية الإسلامية )) وكان البحث في مقدمة وثلاثة فصول : أما الفصل الأول فهو " العبادة في الإسلام " وجاء في ثلاثة مباحث ، أما المبحث فهو مفهوم العبادة والتربية ، وجاء في مطلبين ، والمبحث الثاني هو أهمية العبادة ، والمبحث الثالث هو أقسام العبادة وكان في ثلاثة مطالب 0 أما الفصل الثاني فهو أثر العبادة في تربية المسلم ، وكان في أربعة مباحث ، المبحث الأول هو الأثر الروحي ، والمبحث الثاني هو الأثر الاجتماعي ، والمبحث الثالث هو الأثر النفسي ، والمبحث الرابع هو الأثر الأخلاقي 0 أما الفصل الثالث فخصصته في أثر العبادات الأربع في التربية ، وجاء في أربعة مباحث ، أما المبحث الأول فهو أثر الصلاة ، والمبحث الثاني هو أثر الزكاة ، والمبحث الثالث هو أثر الصوم ، والمبحث الرابع هو أثر الحج 0 هذا وقد بذلت جهدي في هذا البحث ، فما كان منه صواباً فمن الله ، وما كان فيه من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان ، وأسأل الله العلي العظيم أن يريني والمسلمين الحق حقاً وأن يوفقنا للعمل به ، وان يرينا الباطل باطلاً ، وان يوفقنا لاجتنابه وإزهاقه ، إنه هو السميع المجيب 0 وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين