الإنقطاع الحضري لتهويد القدس

Abstract

إن المدينة نتاج حضاري يعبر عن الفكر السائد الذي يخضع للتغيرات الطارئة عليه، فهي نظام حضري تتعرض باستمرار إلى تغييرات بفعل عوامل خارجية وداخلية ، فتظهر من خلال مظاهر النمو الحضري لعناصر النظام الحضري وعلاقاتها مع بعضها، فعانت المدينة التقليدية من هذا الوضع، وأنتجت حالة التطابق مع الآخر إنقطاعاً بسبب مفاهيم فكرية غيرت النسيج الحضري الموجود. ونظرًا لأهمية القدس في الصراع العربي الإسرائيلي، عملت دولة إسرائيل بسرعة وفاعلية من أجل طمس ونفي الماضي العربي والإسلامي لمدينة القدس ضمن مخططات ستراتيجية (سياسات تهويد) على المستوى الإقليمي والقدس الكبرى ومدينة القدس القديمة، من خلال تأكيد دور التطابق مع الآخر لتحقيق الإنقطاع المادي بنوعه المدمر في التصميم الحضري للمدينة لتلعب من خلال هذا الحدث الكارثي على تغيير الخصائص التركيبية للنسيج، ولم يضع العرب أي مخططات لمواجهة هذا الحدث الكارثي حيث كانت اغلب الدراسات العربية تتعامل مع المشكلة من وجهة نظر تاريخية وصفية إتسمت بالإنتقائية. ويهدف البحث إلى تعقب التغيير وإدراكه وتحقيق الإطمئنان من مخاوف الإنقطاع الحضري للقدس لكونها نظاماً ديناميكياً حضرياً على الرغم من تأثرها بالمؤثرات الداخلية والخارجية للبيئة المحيطة بها بفعل سياسات التهويد، ستسعى للتوسّع والانتشار والامتداد والاتصال والارتباط الخارجي طلباً لمزيد من المعلومات مقابل ميل ونزعة داخلية للدفاع والتراص وإعادة الهيكلة والتنظيم الذاتي حفاظاً على طاقاتها، بفعل الأنساق أو الأنماط الكامنة لنقاط الجذب في نظامها الداخلي توصلها لحالة من الاتزان والتنظيم الذاتي، حيث إفترض البحث أن دور المسجد الأقصى كعنصر جاذب يعمل على تنظيم البنية الحضرية للقدس ذاتياً ولاسيما المحورية الحركية والبصرية بإتجاه المسجد الأقصى وتحقيق الهوية الإسلامية العربية مما يثبت نسبها العربي على الرغم من ستراتيجيات التهويد. وذلك لمعالجة المشكلة البحثية المتمثلة بالحدث الكارثي لتغيير الخصائص التركيبية للنسيج الحضري لمدينة القدس بفعل سياسات التهويد لطمس الهوية العربية الإسلامية.