الانتشار الحضري سمة المدن العربية مدينة الرياض وبغداد انموذجاً

Abstract

منذ نشأة المدينة وازدياد عدد السكان تطلب توفير المكان الملائم لتوقيع استعمالات الأرض المختلفة، اذ بدأت المدن بالنمو الحضري والتوسع بصورة مستمرة وانتشرت بشكل افقي دوماً على مساحات كبيرة من الأراضي وخصوصاً الزراعية. تميزت معظم المدن العربية بسمة الانتشار الحضري لاستيعاب الزيادة السكانية في المدينة وذلك لملائمة هذا النمط مع الثقافة الاجتماعية للمجتمع العربي وقلة تقبله للتوسع بأنماط توسع أخرى وخصوصاً التوسع العمودي. وللانتشار الحضري الكثير من المشكلات الحضرية اهمها التجاوز على الأراضي الزراعية والبساتين والمناطق الايكولوجية، فضلاً عن زيادة اطوال الطرق والبنى الارتكازية وهذا يرافقه ضغطاً على الموارد الطبيعية واستهلاكها وزيادة التلوث، كذلك تبعثر وعدم ترابط النسيج الحضري للمدينة وتشويه للهوية العمرانية والمعمارية. تكمن مشكلة البحث باعتبار الانتشار الحضري من اهم مشاكل المدن، وتعاني معظم المدن العربية من الانتشار الحضري عند النمو والتوسع الحضري وبالتالي تعاني من مشاكل حضرية منها التجاوز على الأراضي الخضراء وزيادة كلف البنى الارتكازية والتأثيرات السلبية على بيئة المدينة. أوضح البحث مراحل التطور الحضري لمدينة الرياض في السعودية، اذ بدأت كمدينة صغيرة متضامة لتتوسع بشكل مفرط باعتماد بديل الانتشار الحضري وبكثافة سكانية بين 20 – 40 نسمة / هكتار في كافة مراحل توسعها الحضري. اعدت لمدينة بغداد ستة مخططات أساسية صٌدقت عليها لتوجيه نمو وتوسع المدينة، فضلاً عن 3 دراسات لم تنفذ مقترحاتها لحد الان الجهات المختصة. اعتمدت جميع المخططات على نمط الانتشار الحضري والتوسع افقياً لاستيعاب الزيادة السكانية لمدينة، لكن تميزت اغلب المخططات الأساسية بعدم التنبؤ بعدد السكان المستقبلي للمدينة بدقة لتتمكن المخططات من استيعاب هذه الزيادة. يستنتج البحث تحول مدينة بغداد من مدينة بنمط متضام في بداية قرن العشرين الى نمط الانتشار الحضري وتوسعها بشكل مفرط، اذ بلغت الكثافة السكانية حوالي 200 شخص / هكتار في بداية القرن العشرين لتصل الى 66 شخص / هكتار عام 2006 وهذا يوضح حجم الانتشار الحضري لمدينة بغداد خلال 100 سنة.