رؤية استراتيجية في إِشكاليات وآليات بِناء السلام في العِراق: الموصل أنموذجاً

Abstract

إِنَّ الخطوط الفاصِلة بين السلام والحرب لم تعد واضِحة، فالسلام لم يعد يعني غياب الحرب والعنُف فقط، بل يعني توفير بُنيات تحتية وآليات فعالة على المستوى الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والسياسي لضمان استمرار السلام، فالسلام يتطلب العمل مِن أَجل العدالة، فلا سلام بِلا عدالة ولا عدالة بِلا تضامُن. ولا شك؛ إِنَّ البِناء غير الطبيعي للدولة العراقية بعد العام2003 خلق إِشكالية بِناء السلام في العراق, كما أَنَّ إِعادة البِناء غير الطبيعي للدولة أَيضاً والحروب والنِزاعات والاقتتال الطائفي ومُخلفات ما سُمي بتنظيم داعش في العراق قد عمق مِن حِدة إِشكالية ذلك البِناء. ويمكن القول؛ إِنَّ تحرير مدينة الموصل مِن سيطرة تنظيم داعش ومسارها، لن تُحدد مُستقبل المدينة فحسب، وإنما ستُحدد شكل العِراق ومُستقبله، لأن المخاطر الكبيرة التي ستعقب تِلك المعركة والتخطيط لها، سيلقي بظلاله على مُستقبل هذا البلد. فكيف يتحقق الاندِماج والتعايُش السلمي والسلام في مُجتمع تعددت أَديانه وتنوعت ثقافته وتباينت أفكاره كالعراق والموصل تحديداً؟. ولا شك؛ إِنَّ الإجابة على تلك الإِشكالية تحتاج مِن ضمن ما تحتاج اليه رؤيةٌ استراتيجيةٌ شامِلةٌ وحقيقية وبعيدة عن رموز الصِراعات وبوصلة الأزمات، واتباع آلياتٌ وإجراءاتٌ مِنها آنية ومِنها مُستقبلية. عليه إِنَّ نشر ثقافة حقوق الإِنسان ومُفردة التسامُح والتعايُش السلمي والحكُم الصالح في مؤسسات الدولة وبين ابناء الشعب العراقي على نحوٍ عام والمُجتمع الموصلي على نحوٍ خاص، وتبني الإِصلاح بأَنواعه، ومُكافحة الفساد بأنماطه كافة، تُعد مِن الآليات السلمية لبِناء السلام في العِراق والموصل خاصةً.