Commitment to a tendency in the poem in the Arab Umayyad

Abstract

نزعة الإلتزم
في القصيدة العربية في العصر الأموي
المدخل:
تتفق المعاجم العربية على معنًى واحد لكلمة (الالتزام). ففي لسان العرب يَردُ المصطلح في مادة( ل ز م) : اللزوم معروف. والفعل لَزِم،يلزمُ والفعل لازم، والمفعول: ملزوم، لَزِمَ الشيء يَلْزَمه. ولزومه ،يلزم الشيء ولايفارقه، والالتزام : الاعتناق(1).
أمّا المعنى الاصطلاحي لمفهوم الإلتزام ، فليس هناك تعريف محدد يمكن للباحث أن يطمئن إليه، فيقول ان ذلك هوما يطمح البحث أن يدرس الشعر الأموي في نماذجه الراقية في ضوئه.
وقد لخصت الناقدة نازك الملائكة موضوعة الإلتزام في قولها ((إن الأديب في إنتاجه ينبغي إلا يطيع دوافعه الفردية، وانما يلزم تصوير واقع المجتمع، وعليه أنْ يخرج نفسه ليخدم المجموع)) (4).
وعرفه حميد المطبعي على أنَّه ((ذلك الأدب الذي يصور المشاعر الداخلية في الانسان ويعكسها إلى الخارج بفن رفيع ، وغاية هذا الفن تحريك الكوامن في المتلقي لتتم عملية التفاعل الإيجابية (الإنسانية) بين الأديب والقراء)) (5).
وظن كثير من النقاد أن مفهوم (الإلتزام) تسرب الى الأدب العربي في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، عندما طرح الشيوعيون مشكلة الفن للمجتمع فكان الإلتزام الأدبي بالنسبة لهم يعني (الإلتزام) بالمادية الديالكتية وحدها.
وقد ولد في الإتجاه المعاكس إلتزام آخر، أي إلتزام القوميين العرب في وجه الإلتزام الشيوعي، ثم تكرست فكرة (الالتزام) عنــد الأدباء العرب عند تعرفهم على (بول سارتر) و (ت.س.إليوت) ، ولاسيما في رائعته (الأرض اليباب)، وقد ترك الأخير أثراً طيباً في كثير من الشعراء العرب ، ثم ما آنفك كثير من هؤلاء ، أنْ أقلعوا عن الإلتزام وانكبوا على مشاكلهم الذاتية والشخصية ، بعد أن تعرضوا الى هجوم عنيف من اليسار واليمين(6) .
وقسم بدر شاكر السياب الإلتزام الأدبي على نوعين: اولهما إلتزام شيوعي، وسماه الإلتزام ، والإلتزام القومي(الحزبي) ، والآخر: اللاشيوعي واللاحزبي النابع من نفوس الأدباء ممن قدموا نماذج رائعة من الأدب الملتزم (7).
ومثلما لاقت ثيمة(الالتزام) رواجــاً واسعاً في منتصف القرن الماضي؛ إذ تبنت (مجلة الآداب) البيروتية ، الترويج الى هذه الدعوة ، فقد واجهت انتقادات لاذعة من بعض النقاد والدارسين العرب، فهذه نازك الملائكة نظرت إليها على أنها عكس للحقائق الإنسانية عكساً صريحا(8)، وترى(( أن المجتمع تتضح ملامحه وسماته ، عندما يعبر كل أديب عن ذاته دونما تضيع))(9).