Exaggerated manifestations in lament of Seyed Heidar Hely

Abstract

الملخص:اللغة الأدبية تنبني على المبالغة وتتولد منها درجة فنية متدرجة أقصاها المبالغة، وقد ذهب انصار هذا الفن البلاغي الى انّ الشعر يمدّ باعه، وينشر شعاعه، ويتسع ميدانه، وتتفرع أفنانه حين يعتمد الاتساع والتخييل في هذا المجال، ويذهب الشاعر بالقول مذهب المبالغة والإغراق في المدح والذم والوصف والنعت والفخر والمباهاة، وهناك يجد الشاعر سبيلا إلى أن يبدع ويزيد، ويبديء في اختراع الصور ويعيد ويكون كالمغترف من غدير لا ينقطع والمستخرج من معدن لا ينتهي هنا تكون المبالغة قرينة الإبداع، والتحليق بالخيال إلى عوالم مدهشة تكسر رتابة الواقع و نمطية الحياة الجافة. ونظرا لأهمية دورها في صنع الصور نري الشاعر حيدر الحلي استخدم المبالغة بأنواعها المتعددة من التبليغ، الإغراق والغلو في وصفه لمشهد الطفّ التراجدي الحماسي ؛ كما انّنا عند دراستنا لقضية الطفّ واستشهاد الحسين وأصحابه لدي الشاعر نجده قد اقترب كثيرا من الصورة الأسطورية بقدر ما ابتعد عن الواقع الفعلي، فنراه يبالغ في كلّ مشاهد المعركة وأصحابه ومجريات الأحداث فلا توجد حركة ولاخصلة الا وقد تجاوزت حدود الواقع المعاش في كل تفاصيلها حتى اصبحت لا يربطها بالواقع الا نسبتها الى واقعة الطفّ واصحابها وليس ذلك بدعا وانّما تبعا لآثار من سار من شعراء المدح والرثاءالحسيني في اعطاء الصورة أكثر من حجمها لاسباب منها اولا انفعالهم بالحادثة و اصحابها مما يجعل الشخص يري الأمور أعظم من واقعها و ثانيا رغبتهم في تحريك مشاعر المستمعين واثارتهم بهدف إشراكهم في تجربتهم الشعورية. تجلت المبالغة في كل مشاهد الطفّ بشكل متسلسل وقد أدّت دورا بارزا في رسم صورة الخطوب، ثبات الأبطال، شجاعتهم، عزمهم، سرعة خيلهم، سيوفهم، رماحهم، سهامهم، علمهم، شدة قتالهم، كثرة القتلي، كثرة العدو، كثرة الدماء...وبصورة عامة فمشهد الطفّ لدي الشاعر مشهد درامي أسطوري قد ظهر كلّ مشاهده من خلال عدسة مكبرة، أعظم من واقعه الفعلي.