القيم الإنسانية النبيلةفي أشعار العرب قبل الإسلام

Abstract

بدأت في الشرق القديم وقبل ما يزيد على خمسة آلاف سنة قبل ميلاد السيد المسيح ـ عليه السلام ـ أحدى مواطن الحضارة البشرية، وبنشوء هذه الحضارة وتطورها نشأت أعمال القهر والغصب وإخضاع الجماعة لرغبات فرد أو مجموعة أفراد باستخدام القوة والإكراه(1).
ومن هنا نشأت حاجة الإنسان الى نظام اجتماعي يفرق بين الغالب والمغلوب وبين الظالم والمظلوم، وبذلك كان لابد للإنسان أن يعلن رفضه للظلم والعبودية والطغيان والتجبر،ولا بد له أن يطالب بحقه إذا كان مسلوباً،و لا بد له أن يحدد موقفه من الرذيلة والسيئة، بعد أن يدعم الفضيلة.
ولم تخل المجتمعات الإنسانية من الشخصيات والجماعات التي تدعو إلى الفضيلة وحسن الخلق والتمسك بمكارم الأخلاق والدفاع عنها، ونبذ الرذيلة وهؤلاء هم سادة الأقوام، واخيارهم، والأدباء والشعراء، .
فكانوا يدعون إلى الامر بالمعروف، ويطالبون بموقف واضح في النهي عن المنكر، وهو موضوع البحث الذي سنتناوله من وجهة إنسانية، وكونها مطلباً إنسانياً ملحاً،سبق الدعوة الإسلامية وظهور نور الإسلام، وكانت من أولويات غاياته، وذلك على لسان الشعراء، واهل الرأي والمشورة،جاعلاً من المجتمع الجاهلي عينتةً . ثم سيحاول البحث بعد ذلك الوقوف عند النصوص القرآنية وبعض الأحاديث والمواقف التي بينت هذه الغاية وفصلتها في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كونه خطاباً قرآنياً يدعو للتمسك بمكارم الاخلاق، وتغيير المجتمع الإنساني ـ بصرف النظرـ عن هويته القومية بما يتناسب والقيمة الإنسانية والاجتماعية والاخلاقية التي يمثلها الانسان،على وفق مبدأ الاستخلاف الذي جاء به القرآن الكريم.،