الشخصية ومرجعيتها الصوفية في رواية (التبر)"دراسة نقدية"

Abstract

تصبو هذه الدراسة إلى إنجاز توصيف نقدي لحضور الشخصية, فعلاً وأنماطاً ومرجعية صوفية , في رواية التبر للروائي الليبي إبراهيم الكوني , ولعلَّ العناية بالمرجعية الصوفية في تكوين الشخصية في هذه الرواية تعود إلى المكانة السامقة للخطاب الصوفي في هذا النص , وإلى قدرة الروائي البارعة على استدعاء هذه المرجعية وهو ينشئ نصه الروائي هذا .
عنيت هذه الدراسة بنمطين من أنماط شخصيات هذه الرواية : أحدهما , وسمته بالأصيل والذكوري , إذ يتحرك هذا الخطاب باتجاه إعلاء شأن الذكورة , إنسانية وغير إنسانية , وإضفاء صفات الإيجابية, في الفعل والرؤية ,عليها . وآخرهما , وسمته بالسلبي والأنثوي , إذ يلحظ في هذا النص الروائي التوجس الواضح من الأنوثة والنظر إليها على أنّها قيمة متدنية , وفاعلية سلبية , تنمي احتمالات العدو على قيم الحياة , إلى درجة ستغدو فيها هذه الرواية مسكونة بـ(فوبيا) الأنوثة .
يشير عنوان هذه الدراسة إلى أنّها تنتظم في شطرين , ومن ثم في مبحثين : عني أحدهما بالشخصية , نمطاً , وفعلاً , ورؤية , وعني آخرهما باستدعاء المرجعية الصوفية , ودورها في توجيه فعل الشخصية ورؤيتها وخطابها . ثم ختمت الدراسة بنتائج بينت ما فازت به من قطاف معرفي ... وما اعتصامي إلاَّ بالله .
المبحث الأوّل : الشخصية.
يفضي التبصر النقدي في رواية "التبر" إلى وضع اليد على نمطين من أنماط إنتاج الشخصية : أحدهما , نمط الشخصية التي تمتزج فيها مواصفات الذكورة والأصالة , وآخرهما , النمط الذي تجتمع فيه مواصفات الأنوثة والسلب . وهذان النمطان ليسا نمطي تشخيص فحسب , إنما يمثلان نسقين يتقاطعان في فلسفة كل منهما في النظر إلى الأشياء , ومركزية أي منهما في النص , ومساحة دوره , وقيمته .