عمال اليمن في العصر العباسي في ذكر عمال اليمن في الدولة العباسية (1)

Abstract

من مخطوطة : العسجد المسبوك فيمن ولي اليمن من الملوك ، تأليف أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن وهاس الخزرجى الأنصاري ، موفق الدين الزبيدي ، الحافظ والمؤرخ والأديب ، (ت 812هـ/1409م) ،(2) وتتكون المخطوطة من (518) صفحة ، لم ينشر منها إلا خمسة فصول من الباب الثالث ، القسم الأول ، تحقيق شاكر محمود عبد المنعم ، بغداد ، 1975 ، والقطعة أدناه من الباب الرابع في ذكر ملوك صنعاء وعدن وفيها عشر فصول ركزنا على الفصل الخامس في ذكر عمال اليمن في عهد بني العباس ،ص ص24-36، والقطعة من صورة للمخطوطة الفريدة بحالها الأصلي ، التي هيئتها وزارة الإعلام والثقافة بالجمهورية العربية اليمنية سنة 1981.وتعد المخطوطة ذات قيمة تاريخية في التاريخ السياسي والإداري اليمني ، وان غابت عنها تفاصيل عن سياسة العمال ، لكنها رسمت لوحة متكاملة عنهم .
وتميز أسلوب المخطوطة بالسلاسة والوضوح وخلت من التعقيدات اللغوية ، ورتبها مع حكم الخلفاء على أساس حولي ، إلا أن المؤلف لم يتحرر من اللهجة اليمنية التي طغت في كثير من مفرداته ، وفيها من الأخطاء الإملائية ، والأسماء الخاطئة ،وان عدد الأسطر في الصفحة الواحدة ثلاثة وعشرين سطرا (3)، وسيتم إتباع الخطوات الآتية في التعليق والشرح:
1.تصحيح الأخطاء في المتن والإشارة إلى الخاطئة في الهامش .
2.يشار إلى بداية صفحة المخطوطة // //.
3.توضيح التراجم والمواضع والمواقع في الهامش .
4.تصحيح المواقع و الأعلام في المتن والإشارة إلى الخاطئة في الهامش .
5.إظهار الأعلام من العمال والمواقع بخط واضح .
//منتصف 24 // قال علماء السير ، لما قتل مروان بن محمد بن مروان ، آخر خلفاء بني أمية ، وولي أبو العباس السفاح (4)، استعمل على اليمن والحجاز عمه داؤد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، فاستعمل داؤد بن علي على اليمن ، عمر بن عبد المجيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب القرشي العدوي(5) ، وكان أول من قدم اليمن نائبا لبني العباس ، فلما أقام بصنعاء ، بوّب جامعها ، ولم يكن له باب قبل ذلك ، ثم مات أو قتل داؤد بن علي بعد مضي خمسة أشهر (6)، فبعث أبو العباس على اليمن ، محمد بن زيد بن عبد الله بن زيد بن عبد المدان الحارثي(7)، وقدمها لسبع بقين من رجب سنة ثلاثة وثلاثين ومائة ، وبعث أخا له على اليمن ، فساءت سيرتهما(8) ، واحدث صاحب صنعاء قبائح (9) كثيرة بصنعاء ، وهم بإحراق المجذومين ، وأمر أن يجمع لهم الحطب ، وقال لو كان فيهم خيرا ما أوقع الله بهم هذا(10) الجذام (11)، فمرض أياما يسيرة قبل أن يفعل بهم ثم مات ، ومات أخوه(12) الذي في عدن ، ويقال كان موتهما في يوم واحد ، فبعث//25// أهل صنعاء(13) رسولا إلى أخيه الذي في عدن يخبرونه بموت أخيه ، وبعث أهل عدن رسولا إلى أخيه بصنعاء ، يخبرونه بموت الآخر ،فسار الرسولان ، فالتقيا وتحدثا ، واخبر كل واحد منهما صاحبه بموت الآخر ، فاخذ كل واحد منهما كتاب الآخر ، وعاد كل واحد منهما إلى بلده يخبر بموت الذي سار إليه ، وهذه رواية الجندي (14)، وروى عبد المجيد (15)، أنهما باتا جميعا في موضع ، ولم يعلم احدهما بما قدم له الآخر ، ثم افترقا وسار كل واحد منهما بوادي كدراء(16) ، فلما علم أبو العباس السفاح بموتهما ، بعث مكانهما عبد الله بن مالك ألحارثي ، وأقام أربعة أشهر ثم عزله، وبعث علي بن عبد الربيع بن عبد الله بن عبد المدان ألحارثي ،فمكث أربع سنين وأشهر ، وفي أيامه كانت حكومة أهل صنعاء والأبناء في الرحبة(17)، فوكل أهل صنعاء عمر بن ثمامة ، ووكل الأبناء إبراهيم بن فراس ، فاخرج إبراهيم بن فراس كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم للأبناء(18) ، فقال عمر بن ثمامة ، انه يكفر بهذا الكتاب فغضب الأمير علي بن الربيع ، وقال له تكفر بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجرده من ثيابه وضربه خمسة وسبعين سوطا ، وقال إما انه لا يخرج من الدنيا حتى تصبه عاهة ، فأقام حتى ولي منصور بن يزيد الحميري (19)، ودعى وجوه أهل صنعاء إلى حائط له وفيهم عمر بن ثمامة ، فأكل جؤجؤ فرخ طائر(20) فغص به فمات من ساعته.

Keywords

تاريخ