ازدهار التعليم في الأندلس خلال القرن الخامس الهجري/القرن الحادي عشر الميلادي

Abstract

كان لظهور الإسلام أكرم بداية في حياة الإنسانية ، ومبدأ حياة علمية ، شاعت أنوارها فالقران الكريم دعوة الى العلم والتعلم والتعليم 0
ولما فتح المسلمون الأندلس عام (92 هـ / 711م ) لم يجدو فيه من العلم شيئا ، فبثوا بذور العلم التي نمت في ظل الأجواء التي وفروها في البلاد الجديدة ، فكانت علوما وآدابا متعددة وحضارة منيرة 0
ازدهرت الحضارة الإسلامية في كل ميادينها ، في بلاد الإسلام كافة التي امتدت من المحيط الأطلسي الى قارة أسيا شرقا حيث كانت حواضر العالم الإسلامي ومدنه حافلة بالنشاط العلمي المتنوع فالمسلم يسعى حثيثا في طلب العلم 0 حيث ان الحياة العلمية وازدهارها في الأندلس تمثل خط الاحتكاك الحضاري بين العالــم الإسلامي في طرفه الغربي الذي عاش الكشوفات العلمية ، وأوربا النصرانية ، التي تتخبط في جهلها وجاهليتها معرفة الحياة وازدهارها في الأندلس توقف الباحث على الانجازات العلمية التي أبدعها المسلمون في بقعة من عالمهم الإسلامي ، وخطوة لدراسة العلوم الإسلامية في المدينة الأوربية الحديثة ، باعتبار الأندلس أهم معبر لجوانب من الحضارة الإسلامية الى اوربا0
ان التاريخ الأندلسي السياسي و الحضاري ، على حد سواء ميدان خصم للدراسات العلمية وازدهارها، فهي بحاجة الى مزيد من الدراسات العلمية المتضافرة الأمينة لدراسة جوانب مهمة من هذه العلوم 0
يتفق أكثر الباحثين على إن بلاد الأندلس في القرن الخامس الهجري , بلغت مستوى رفيعا في تقدمها العلمي بجوانب المعرفة المتعددة إنتاج غزير ,ومؤلفات ضخمة انعكس هذا التقدم على دول أوربا , فتركوا آثار ملموسة في حضارتها وكانت تلك المؤلفات المصدر الوحيد لجامعاتها كما يقرر المستشرق غوستاف لوبون :" ظلت كتب العرب تدرس في جامعات أوربا خمسة أو ستة قرون "0(1) . في الوقت الذي لم يكن يوجد أمي في بلاد إلا ندلس , كان لايعرف القراءة والكتابة في أوربا معرفة أولية إلا الطبقة العليا من القسس. (2) .
لقد كان هذا الاهتمام الرائع , ثمرة طيبة لشيوع التعليم في مدن الأندلس كافة وكان بها تسع من أمهات المدن فضلا عن المدن الصغيرة والقرى الكثيرة ساعد على ذلك اهتمام الحكام في نشر العلم والمعرفة والوقوف على ذلك بأنفسهم وذلك من خلال الدعم و الخطط التي اتبعها الحكام في الأندلس في مجال التعليم 0

Keywords

تاريخ