موقف سورية ولبنان من اندلاع الحرب العالمية الثانية حتى عام 1941

Abstract

تعد المدة الواقعة بين عامي 1939-1941 مهمة على صعيد العلاقات الدوليـة , إذ شهدت الساحة العالمية تطورات كبيرة كان أهمها قيام الحرب العالمية الثانية وما خلفته هذه الحرب من إحداث مهمة في أوربا بشكل خاص وعلى بلدان العالم بشكل عام. إذ إن الحدث الأكبر في هذه الحرب هو هزيمة فرنسا إمام الجيوش الألمانية التي دخلت باريس في ربيع عام 1940, وأعلنت فرنسا استسلامها وطلبت عقد الهدنة مع الألمان التي وقعها الجنرال بيتان الذي أعلن عن تشكيل حكومة فيشي , وهذا ما آثار غضب السياسيين الذين رفضوا هذه الهدنة وعلى رأسهم الجنرال ديغول الذي لجأ إلى بريطانيا مع بعض السياسيين وشكلوا هناك حكومة فرنسا الحرة التي أخذت تهاجم حكومة فيشي.
لقد انعكست هذه الإحداث على البلدان الواقعة تحت سيطرة فرنسا لاسيما سوريا ولبنان الذين استبشروا خيراً في هذه التطورات واخذوا يترقبون انهيار قوة فرنسا في مستعمراتها , إلا إن فرنسا لم تزد فيهما إلا تعسفاً وتنكيلاً , إذ اعتقلت الكثير من السياسيين وأصدرت إحكام الإعدام بحق اللاجئين إلى البلدان الأخرى لاسيما اللاجئين إلى العراق , وعلى الرغم من تكاتف الشعبين السوري واللبناني لمواجهة فرنسا وسياستها إلا إن بريطانيا بالاتفاق مع حكومة فرنسا الحرة قادة حملة عسكرية عليهما تم من خلالها إعادة البلدين لسيطرة حكومة فرنسا الحرة .