اللون في شعر أمرئ القيس

Abstract

كانت الطبيعة وما زالت مصدراً لإلهام الشاعر ، بما تحتويه من ثراء متنوع ، ومفردات كثيرة يتعامل معها ، تضفي على لغته مضامين بيانية نابضة بالحياة ، ومن هذه المفردات الألوان التي تحيط به فتترك آثارها القوية فيه وفي شعره ، فالشاعر يعيد تشكيل الطبيعة بلغته الشعرية ، ويضفي على مفرداتها رؤيته الخاصة ، في نسق تكويني جديد .
ونال موضوع الألوان عناية الباحثين ، لما لها من تأثير في الشعراء إذ تداعب مكامن الجمال وخوافيه فيهم ، حكت تدرجات الألوان ، وتأثرها بالظل والنور ، فتظهر المحسوسات في أحاسيس الشاعر وإيحاءاته، لذا حفلت قصائدهم بألوان زاهية عبرت عن وصفهم لما حولهم، وعبرت عن أثر هذه الألوان في نفوسهم ، حتى صارت الألوان علامات دالة على مفاهيم مشتركة بين كثير من الشعراء وغيرهم شأنها شأن أية لغة عالمية .
ومع أن توظيف اللون قد يختلف بين شاعر وآخر ، إلا أن الشعراء توصلوا إلى فهم أسرار الألوان التي عبروا عنها بجمالية الحروف .
ولأهمية اللون في الشعر ، ارتأيت دراسة اللون عند أحد عمالة الشعر العربي على مدى العصور ، وأعني به الشاعر امرئ القيس ، ومحاولة استقراء حضور اللون في شعره ، والمعايير اللونية وكيفية توظيفها في اللوحة الشعرية ، وأثر اللون في إضفاء البعد الجمالي للصورة الشعرية ، فجاء هذا البحث الذي أسميته ( اللون في شعر امرئ القيس) وقد قسمت هذا البحث على مقدمة موجزة ، وأربعة مباحث.
عرفت في المبحث الأول بالشاعر بإيجاز لشهرته ولكثرة ما كتب عنه وموافقة لمحدودية حجم البحث .
المبحث الثاني : اللون الأسود .
المبحث الثالث : اللون ألأبيض .
المبحث الرابع : الألوان الأخرى .
الخاتمة .
ومع إقراري بسعة مادة البحث ، ولكني ارتأيت التركيز على الملامح الرئيسة ، والتنويه بأهمية هذه البحوث ، وأنها مادة دسمة لدراسات مستقبلية قابلة للتوسع .
سائلة المولى تبارك وتعالى السداد والرشاد إنه سميع مجيب الدعاء.