أثر نقص الإدراك في المسؤولية الجنائية عند الصغيرفي الفقه الإسلامي

Abstract

الحمد لله رب العالمين الرؤوف بعباده القائل : ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭼ ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين . وبعد :
فقد فاقت الشريعة الإسلامية كل التشريعات في تقديم العون الوقائي للبشرية ، لتنصر نزعة الخير على نزعة الشر ، واهتمت دوماً بالوسائل الوقائية على أساس ( أن الوقاية خير من العلاج ) ، فحاولت منذ ميلادها استئصال جذور ترسبات التخلف البشري ، لزرع الأخلاق الفاضلة مكانها ، وإرواء هذا الزرع من روافد الطاقات الروحية ، التي تعمل دوماً على تقوية الصلة بين الإنسان وخالقه ، بحيث تجعل منه رقيباً يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه غيره ، فهذه الطاقات حينما تأتي ثمارها تراقب الفلاح في مزرعته ، والعامل في مصنعه ، والمعلم في مدرسته ، والموظف في مكتبه ، والمجاهد في ساحة المعركة ، والمسؤول في حقل سلطانه. بهذا الأسلوب الروحي الرائع تضيق دائرة نشاط قوى الشر فيعيش المجتمع بمأمن من مخاطرها ، هذا في المجال الوقائي ، أما من الناحية العلاجية التي تأخذ الدور الثانوي من حيث الأهمية في مكافحة الإجرام ، فإن الشريعة الإسلامية سبقت التشريعات الجنائية الحديثة في إقرارها للمبادئ والنظريات الجنائية العامة السائدة ، ففرقت في المسؤولية الجنائية ، بين تصرفات الكبير ، وتصرفات الصغير ، وجعلت هذا التفريق قائم على أساس العقل واكتمال الإدراك من عدمه ، ولأهمية هذه المسالة اخترتها موضوعا لبحثي الذي أسميته بـ ( أثر نقص الإدراك على المسؤولية الجنائية عند الصغير في الفقه الإسلامي ) ، وقد جاء البحث مقسما إلى تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة .
التمهيد : في معنى المسؤولية الجنائية والصلة بينها وبين الحكم التكليفي.
المبحث الأول : معنى الصغير وأدلة عدم مسؤوليته الجنائية .
المبحث الثاني : أثر نقص أهلية الصغير في جرائم الحدود .
المبحث الثالث : أثر نقص أهلية الصغير في المسؤولية الجنائية في أحكام القصاص ، والدية ، والتعازير .
أما الخاتمة : فلخصت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث .