الحجامة وأثرها في العبادات

Abstract

فان العبادة تعد الغاية التي من اجلها خلق الله سبحانه وتعالى الجن والإنس ، قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ( ) ، فهي حق الله تعالى على العباد يعبرون عن إقرارهم بالعبودية والربوبية ، وهي معيار التفاضل عند الله تعالى ، فبقدر ما يلتزم الإنسان بعبادة الله وتقواه تكون درجته عند الله عز وجل ، قال تعالى (إنَّ أكرَمَكّمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ( ) .
ومن هنا أكدت الشريعة الإسلامية على العبادة لأنها غاية الخضوع والتذلل والطاعة لله تعالى ، ففيها إتعاب للنفس وإنفاق للمال في سبيل ذلك ، والإسلام دين يسر ، ورفع الحرج والمشقة سمة من سماته ، قال تعالى : (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ( ) .
ورسول الله r أرسله الله تعالى رحمة للعالمين ، وطبيباً للقلوب والأبدان ، اخرج الناس بدعوته من بحر الظلمات إلى نور الإيمان ، فعالج القلوب بحكمته وبصيرته ، وعالج الأبدان بهديه وسنته ، ومن ذلك سنته الشريفة في الحجامة وتوصيته أمته بها في أحاديث كثيرة ، إلا أن الحجامة قد تؤثر على بعض العبادات أثناء إجرائها في وقت هذه العبادات ، وبالتالي تؤدي الى إحباط هذه العبادة ، كنقص الوضوء ، أو إفطار الصائم ، أو يترتب عليه فدية ، إذا أدت الحجامة الى قطع الشعر ، وهذا في أوقات الإحرام للحج والعمرة .