العامل المادي عند ابن خلدون

Abstract

ملخص البحث عدّ ابن خلدون العامل المادي ضمن فلسفته للعمران ، شرطاً مهماً من شروط نمو الحضارة الإنسانية وازدهارها ، من خلال الاجتماع الإنساني ، المحفز لذلك العمران ، مع ملاحظة ان ذلك الاجتماع الانساني تطور من اجتماع ذات تكافل بدائي بسيط بين الافراد والجماعات الى اجتماع انساني اصبح فعالاً وقادراً على بناء حضارة وعمران 0 وما رافق ذلك التطور ضروبْ من عصبيات للبشر بعضهم على بعض و ما نشأ عن تلك العصبيات من الملك و الدول من خلال الحاجة(حاجة البشر) أبان ذلك التطور الوازع(السلطة) التي لها شروطها ومهامها وغايتها ، التي تقوم على تنظيم ألاعمال و المساعي من اجل الكسب و المعاش والعلوم و الصنائع الذي يمثل َجانباً من ذلك العمران ، وعليه فان ما يرافق ذلك العمران من خصب العيش والدعة والترف والراحة ، والذي يحمل في طياته اثاراً بعيدة تُذهب خشونة البـداوة والعصبيـة و البسالة، لدى الاجيال اللاحقة ممن تتولـد لديهم (لدى تلك الاجيال) نـوعاً مـن الترفع عـن خدمـة أنفسهم وولايـة حاجاتهم في الأمور الضروريـة ، إلى أن تنقرض العصبية فيـأذنـون بالانقراض، فبقدر ترفهم ونعمتهم يكون إشرافهم علـى الفناء 0و عليـه فــإن عوارض الترف والغرق فـي النعـيم تؤدي إلى انقراض العصبية القبيلية والعـجز عن المدافعة والحماية ، فيصبحون طعمةً سهلة لسواهم من الامم0 مع ما يتداخل لذلك الترف من أسباب منها ما يتعلق بسيولة الذهب والفضة من الوفرة والقلة ، تؤثر في اقتصاد المجتمع والدول، لكونهما الأصل للموازين النقدية كالدراهم والدنانير، فضلاً عن كونهما وسيلة ضرورية للسلع الموزونة ، تطلب الأمر معرفة أوزانها والأصول الذي استندت عليها تلك الموازين.