دور المرأة الريفية في التنمية الزراعية العربية

Abstract

يشهد المجتمع العربي مرحلة تاريخية مهمة من اجل مراحل التطور الحضاري والانساني ، وان اهم ما يميز هذه المرحلة هي حالة الصراع المتنامي بين عوامل التغيير ومعطيات التقدم من جهة والتمسك بالماضي ومحددات النهوض التي تحمل في بعض طياتها عوامل القلق من جهة اخرى ، وبناءا على ذلك ، فأن المجتمع العربي في ظل هذه الظروف يواجه تحديات الوجود والبقاء كشعب له سماته الحيوية ومقوماته التاريخية . والمرأة التي تمثل نصف هذا المجتمع تواجه بشكل موازي للرجل هذه التحديات وبصورة مختلفة ترتبط بوجودها ومقامها في المجتمع والتي حصيلتها تصب في مجرى التقدم ليس في صالحها وانما لعموم المجتمع .اكد ميثاق العمل الاجتماعي في الدول العربية الذي صدر عام 1971 ضمن مبادئه الاساسية ان الرجل والمرأة شريكا حياة ومصير لا بد لهما من الاسهام معا في صنع الحياة على اساس التعاون والمساواة (1) .كذلك اشارات جميع الخطط الوطنية وبرامج التنمية في دول المنطقة على ان الانسان (رجلا او امرأة ) هو غاية عملية التنمية ، من اجله تخطط وتنجز وهو في نفس الوقت محركها وصانعها وبجهوده تتحقق وتتم ، كما انه لأعلان السنة الدولية للمرأة لعام 1975 وعقد الامم المتحدة للمرأة ( 1976 – 1985 ) المنعقد تحت شعار ( مساواة ، تنمية ، سلام ) سعى الى وضع الاسس السليمة لتطوير وضع المرأة على كافة الاصعدة واشراكها في عملية التنمية بكل مجالاتها كمنتجة ومستفيدة من نتائجها(2).وقد اكدت الحكومات المشتركة في المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة في بكين 1995 وكما أشار اليه المؤتمر الانطلاق مما تحقق توافق اداء فيما سبق من مؤتمرات الامم المتحدة واجتماعات القمة المعنية بالمرأة في نيروبي عام 1985 ، والطفل في نيويورك 1995 ، والبيئة والتنمية في ريودي جانيرو عام 1993 ، وحقوق الانسان في فيينا عام 1993 والتنمية الاجتماعية في كوبنهاكن 1995 ، ذلك بهدف تحقيق المساواة والتنمية والسلم ، وقد عقد العزم على تعزيز الاستقلال الاقتصادي للمرأة ذلك بتوفير فرص العمل .ان نجاح التنمية وخصوصيتها تستوجب بالضرورة مساهمة جميع فئات المجتمع وخاصة تلك الفئة التي حجم دورها لفترات طويلة من ان تمارس فعلها الطبيعي في تطوير المجتمع والمتمثلة بالمرأة سواء حضرية كانت ام ريفية ، ذلك بسبب عوامل ثقافية مرتبطة بالقيم والاعراف والتقاليد الاجتماعية التي يرزح في ظلها المجتمع ، وعليه أصبحت مشاركتها بكافة نشاطات وبرامج التنمية حقيقية موضوعية تفرضها تحديات العصر وتتحدى مجرد دخولها ميادين العمل والانتاج وانما استثمار لكل طاقاتها في البناء والنهوض الحضاري ، حيث ان أحد مميزات المجتمع المتقدم هو التوازن في الدور الذي يلعبه الرجل والمراة وصولا الى امتلاكه لمقومات التطور الذاتي ، وان المرأة يمكن ان تلعب دورا هاما في تحقيق هذا التوازن الاجتماعي لاغراض التنمية والبناء الحضاري .