دور الخليفة العباسي المعتصم بالله في القضاء على الأفشين

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد:-شهدت الخلافة العباسية في عصرها المبكر، الواناً عدة من الخلافات الداخلية من أجل الاستحواذ على السلطة، وقد تطورت إلى اشتباكات دامية مثل خروج عبد الله بن علي على أخيه أبي جعفر المنصور، ولعل أخطر صراع شهده العصر العباسي الأول هو النزاع الذي نشب بين الأمين والمأمون (198هـ / 813م) . وواجه الخلفاء العباسيون خلال العصر العباسي الأول حركات عنصرية فارسية مناهضة للحكم العربي، خاصة بعد التخلص من أبي مسلم الخراساني مثل البابكية والخرمية .وقد تأثرت دولة الخلافة العباسية بذلك الصراع على النفوذ بين العرب والفرس والترك، وقوي نفوذ الفرس لعدم قدرة الخلفاء العباسيين المحافظة طويلاً على التوازن بين الشعوب، فسيطـروا على معظم المرافق، فكان منهم الوزراء والقادة المتسلطون بدءاً من عهد المنصور، حتى أضطر الرشيد إلى نكبة وزرائه البرامكة (187هـ / 802 م) .ثم رجحت كفتهم بعد انتصار المأمون على أخيه الأمين وبلوغ بنو سهل وهم فرس منزله كبيرة في عهده .ورأى المعتصم (218-227هـ / 833-841م) بعد توليه الخلافة إن يصطنع لنفسه عنصراً جديداً يعتمد عليه، فأتخذ من لاتراك بطانة قادة ووزراء وبطانة وقضى على النفوذ الفارسي، لكنه في الوقت نفسه ساعد على تقوية نفوذ جديد هو النفوذ التركي، إذ حاول بعض القادة الأتراك الاستئثار بالمناصب والتحكم بمقدرات الخلافة ومنهم الافشين حيدر بن كاوس، ولكن الخليفة المعتصم استطاع الحد من تنامي نفوذهم والقضاء على من يحاول الانسلاخ عن الخلافة العباسية، وهذا ما دفعني إلى اختيار (أثر الخليفة المعتصم في القضاء على الافشين) عنواناً للبحث هذا لتوضيح دور الخليفة المعتصم بالله في القضاء على الحركات والثورات المناوئة للخلافة العباسية، وكيف استطاع المعتصم من القضاء على الأفشين الذي حاول الانفصال عن كيان الخلافة العباسية وتكوين إمارة له في اشروسنة .