العلاقة بين العتبات النصية و المتن في كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة( دراسة نقدية )

Abstract

خلاصة البحث :تعد العتبات النصية آلية جديدة يلجا اليها الناقد لمراودة آفاق النص ، وهي في الوقت ذاته مفتاح مهم للكشف عن فنية النص وشعريته .ولذلك فقد حظيت دراسة النصوص ، أدبية كانت أم نقدية ، من منظور عتباتي باهتمام بالغ في الدراسات الحديثة ، بعد ان أعيد الاهتمام القرائي للعتبات النصية التي أغفلتها الدراسات النقدية القديمة ، والتي كان لها دور مهم في الحديث عن شعرية النص من خلال العلاقة الثرية والمتنوعة التي تحصل بين العتبات والمتن . ولا شك في أن محاولتنا الكشف عن العلائق النصية بين كل من المتن ، وبعض متعالياته ، كالعنوان والمقدمة ، في مضمار النقد والكتب النقدية ، يمكن أن تسهم في اغناء مسيرة النقد، قديمه وحديثه ، إذ أنها توقفنا بشكل مفصل ودقيق على كثير من مسارب الفكر المنهجي التأليفي للناقد أو المؤلف ، ومدى نجاحه في القبض والسيطرة على مجمل خيوط المنهج في جميع أقسام المُؤَلَّف ، بحيث لا يعتوره تناقض أو اختلاف . وكان الأنموذج الذي اخترناه للتطبيق (كتاب الشعر والشعراء ) خير أنموذج على ذلك ، إذ تتبعنا فيه مدى العلائق والترابط بين العنوان والمقدمة والمتن ، الذي كشف لنا عن عقلية منهجية صارمة ودقيقة لمؤلفه ، إذ ان العنوان جاء مختزلا ومكثفا ، لكنه في الوقت ذاته دالا دلالة تامة ودقيقة على مقصد ابن قتيبة في متن كتابه أو مقدمته على السواء ، كما ان المقدمة لم تخرج ، على الرغم من إيجازها أيضا ، عن هذه الغاية من حيث تقديمها للمتن وإضاءة أهم أقسامه و مضامينه . وان كان هناك تناقض يؤخذ على ابن قتيبة ، نقديا وليس منهجيا ، في كتابه ، فهو التناقض الذي وقع فيه عندما ألزم نفسه بعدم سلوك مسلك من سبقه في التقليد ، في مقدمته ، ولكنه خالف ذلك في المتن حينما جعل الالتزام بهيكلية القصيدة العربية القديمة شرطا من شروط جودة الشعر ونجاحه