جمعية الأخوة الإسلامية في الموصل " دراسة تاريخية"

Abstract

الخلاصةمن الملاحظ بأن طبيعة الأحداث السياسية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية 1939- 1945 جعلت الساحة السياسية في العراق تكتنفها مختلف التيارات والاتجاهات السياسية، والتي كان في مقدمتها النظام الشيوعي في العراق، لذا شجعت السلطة السياسية انذاك قيام نشاط لفكر ديني متمثلا بالإخوان بغية التصدي للنفوذ الشيوعي، خصوصا إذا ما علمنا ان الفكر الديني الإسلامي يؤكد الوحدة العربية الإسلامية بعيدا عن العنصرية والطائفية، اذ تشكل ذلك بعدا فاعلا آنذاك في الحفاظ على هوية العراق بمختلف انتمائاته القومية والطائفية، لذلك التزمت جمعية الإخوة الإسلامية بتعدداتها المتمثلة بعدم التدخل في السياسة والتأثير السياسي، اذ اقتصر دورها في ذاك المجال على التأكيد على إسلامية الحكم من خلال اعتماد الشريعة الإسلامية لذلك ركزت الجمعية على تكوين إطار موحد للأمة العربية الإسلامية. كما أعطت الجمعية بعض التصورات ذات الملامح السياسية من خلال فكرة مفهوم البعد الإسلامي في الحكم الذي اعتبرته ومن رؤيتها محصنة حمل ثقيل، فلا مغنم ولا أرباح، ولا تسلط، ولا استكبار، ولا إذلال لعباد الله تعالى، مع التأكيد على محاربة المحسوبية والمنسوبية في إشغال الوظائف الرفيعة وأكدت الجمعية من خلال دعوتها الى حرية الصحافة، موضحة بان هذه الحرية كفيلة بتتبع الخطاء والإهمال والتقصير الذي ينتشر في مختلف مفاصل النشاطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وخلال الاطلاع على فلسفة الجمعية الاقتصادية يتضح لنا اهتمامها بفريضة الزكاة، وتنظيم جبايتها وصرفها في أوجهها الشرعية، مع التأكيد على تحريم الربا والاحتكار، ومنع وإزالة كل ما من شأنه ان يبدد ثروة الأفراد في وسائل محرمة شرعا، كسباق الخيل، ولعب القمار، والملاهي والمراقص، فضلا عن تحريم تعاطي الخمر، كما نلاحظ موقف الجمعية الايجابي في بناء المجتمع من خلال التأكيد على الأسرة وتربيتها ومن الشريعة الإسلامية بكل مقتضياتها الأخلاقية، وذلك بتشجيع الزواج ومحاربة انحراف السلوك في المجتمع مما يحفظ الآداب العامة. وأكدت الجمعية من خلال منهاجها الإصلاحي على ضرورة إعلان الجهاد ومحاربة المستعمر بغية طرده منارض العروبة والإسلام. ومن الملاحظ ان (الصواف) قسم الاستعمار إلى استعمار فكري والذي عده من اخطر أنواع الاستعمار، ودعا الى محاربته من خلال التصدي للأفكار الأجنبية المستوردة، فضلا عن الاستعمار الروحي الذي شكل خطورة واضحة في منهاج الجمعية الذي دعت إلى محاربته من خلال رؤية (الصواف) الثقة بنفوس المسلمين، وعدم تقليد الغرب كنموذج يحتذي به، تؤكد الجمعية على مستوى محاربة الاستعمار بشكله الاقتصادي من خلال التحرر من استقلاله، وتأمين الشركات الوطنية حفظا لثروات المسلمين. ويتضح لنا من خلال هذه الدراسة ان مجلة (الإخوة الإسلامية) خدمت الجمعية بشكل واضح اذا كانت الوسيلة الإعلامية الفعالة في طرح أفكار الجمعية وأهدافها.