سياسة بريطانيا تجاه منطقة الخليج العربي حتى قيام الحرب العالمية الثانية عام 1939

Abstract

سعت بريطانيا للهيمنة على منطقة الخليج العربي وتحويلها إلى(بحيرة بريطانية ) بحكم أهمية هذه المنطقة بالنسبة لأهم مستعمراتها المتمثلة بالهند بوصفها " درّة التاج البريطاني " فضلاً عن الموقع الستراتيجي لهذه المنطقة بوصفها تتوسط قارات العالم القديم ، وتشكل منطقة ( قلب العالم ) . اتجهت بريطانيا في المرحلة الأولى من توجهها نحو منطقة الخليج العربي للسعي من أجل السيطرة الإقتصادية على المنطقة ، فأسست شركة الهند الشرقية البريطانية عام 1600 ، ودخلت ميدان المنافسة الإستعمارية مع الدول التي سبقتها في هذا الميدان مثل هولندا وفرنسا وقبلهما البرتغال ، إلا أن تطور المصالح البريطانية في منطقة الخليج العربي ، وضغوطات حكومة الهند البريطانية أدى الى أن تتحول بريطانيا من الأسلوب التجاري الإقتصادي الى الأسلوب السياسي _ العسكري والعمل من أجل ربط شيوخ منطقة الخليج العربي بمعاهدات الحماية مقابل دفاع بريطانيا عنهم وإبقائهم في مشيخاتهم .لم يكن بإمكان بريطانيا ان تثبت أقدامها في منطقة الخليج العربي من خلال إزاحتها للقوى الأوربية المنافسة لها ، لاسيما هولندا وفرنسا ، وإنما كان عليها أن تتخلص من المقاومة العربية لهيمنتها على منطقة الخليج العربي ، ولا سيما القوى المحلية التي كانت تتمثل بالدرجة الأساس بقوة ( القواسم ) أو ( اليعاربة ) اللذين كانوا من أبرز القوى المحلية العربية التي قاومت القوى الإستعمارية وسعت لتقويض محاولات احتلالها لهذه المنطقة الستراتيجية .استطاعت بريطانيا بحكم إمكاناتها العسكرية وعدم تكافؤ إمكانات القوى المحلية مع إمكاناتها من أن تسيطر على القوى المحلية لتصبح منطقة الخليج العربي مرهونة لها ، فعقدت مع شيوخها معاهدات واتفاقات جعلتهم مرتبطين بوجودهم في إماراتهم لها . يهدف هذا البحث لتتبع السياسة البريطانية في منطقة الخليج العربي بدءاً من القرن السابع عشر حتى قيام الحرب العالمية الثانية عام 1939، وهي فترة مهمة من تاريخ الخليج العربي تميزت بالتنافس الأجنبي والصراع الأوربي للسيطرة على هذه المنطقة ، وسيطرت بريطانيا على منطقة الخليج العربي منذ القرن التاسع عشر لتصبح القوة الوحيدة القادرة على صنع الأحداث فيه ، لتأتي الحرب ونتائجها مثبتة هذه السيطرة على حساب مصالح الشعب العربي في هذه المنطقة ، ولا سيما بعد أن أحكمت سيطرتها الاقتصادية ولا سيما على النفط ( مستعبد الشعوب ) .