الأهوار العراقية الواقع الحالي ومعوقات التطوير دراسة سوسيو- انثروبولوجية

Abstract

المستخلصتحاول هذه الدراسة تحديد المشكلات التي رافقت عملية إعادة الأهوار بعد عام 2003 ، هذه المشكلات المتشابكة فيما بينها والتي تحولت إلى معوقات حقيقية تقف عائقاً دون تطوير بيئة الأهوار في جنوب العراق . أن سوء التخطيط وعشوائية العمل والتخبط في التنفيذ التي رافقت هذه العملية زادت من المشكلة وكرستها بدلاً من أن تضع علاجاً لها. والباحث - معتمداً منهجية البحث العلمي السوسيولوجي والأنثروبولوجي ـ حاول من خلال هذه الدراسة الوصول إلى أدق النتائج علميةً وأكثرها موضوعية ، كما أنه حرص على وضع الأشياء بمسمياتها . وعلى هذا الأساس فان الباحث يطرح وجهة نظر علمية داعياً من خلالها إلى إعادة ترتيب آليات عملية إنعاش الأهوار بمجملها ( تخطيطاً وبرمجةً وتنفيذاً ) .تحتوي هذه الدراسة على ثلاثة فصول رئيسة، بالإضافة إلى الملخص والنتائج ومجموعة التوصيات والمقترحات. وقد ضم الفصل الأول الذي حمل عنواناً رئيساً ( الإطار العام للبحث) مشكلة البحث، وأهدافه، وأهميته، كما تناول أربعة فروض علمية رأى الباحث أنها الأقرب لتفسير وتحليل المشكلة. وقد جاءت هذه الفقرات ضمن المبحث الأول من هذا الفصل، فيما ضم المبحث الثاني مجموعة من أهم المصطلحات والمفاهيم العلمية التي وردت في هذه الدراسة ووجد الباحث ضرورة تعريف القارئ بها.أما الفصل الثاني والذي جاء تحت عنوان ( واقع الأهوار العراقية في الوقت الحاضر ) فانه كان استعراضاً شاملاً للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية والتعليمية لمجتمعات أهوار جنوب العراق . أن الباحث يعتقد أن الطرح الموضوعي لأوضاع البيئة الاجتماعية في الأهوار سوف يساهم في إعادة صياغة آليات الإنعاش التي ظلت متعثرة طوال الأربعة أعوام الماضية . لقد اعتمد الباحث عملية المسح الشامل لمناطق الأهوار في محافظات ( البصر ـ ذي قار ـ ميسان )،و التي رافق فيها منظمة تطوير ثقافة عرب الأهوار dmaco في عملية مسحها الشامل للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية للاهوار العراقية والتي استمرت طوال النصف الثاني من عام 2006 . وعلى هذا الأساس فان الباحث على ثقة تامة من صدق البيانات التي يطرحها في هذا الفصل لأنه شارك فعلياً في عملية المسح هذه والتي اعتمد القائمون بها على أهم الطرق العلمية المعمول بها في البحوث الاجتماعية والانثروبولوجية مثل الاستمارة الاستبيانية والمقابلة والملاحظة العلمية المباشرة . وفي الفصل الثالث والأخير حدد الباحث وناقش أهم المعوقات التي رأى أنها تقف جداراً صلداً أمام عملية تغيير بيئة الأهوار وانتشالها من الواقع المأساوي الذي لازالت تعيشه . ولقد سمحت الحرية النسبية التي يعيشها المجتمع العراقي في الوقت الحاضر للباحث أن يتناول هذه المعوقات الرئيسة منها والفرعية كما انه استطاع أن يحدد الجهات المسئولة حسب تصوره وان يسميها بمسمياتها ، اعتقاداً منه بأن ذلك سوف يساهم في بناء حوارات علمية حتى داخل هذه المؤسسات من أجل تقييم أدائها وتحديد كبواتها وإعادة رسم خططها وبرامجها . وأخيراً فإن الباحث وضع مسؤولية الجزء الأكبر والأهم في عملية النكوص والتردي في بيئة الأهوار العراقية على عاتق الحكومات العراقية سواء أكانت قبل سقوط النظام أو بعده ولحد الآن .