علاقات الدولة العامرية بالإمارات الزناتية

Abstract

ما أن سيطر ابن أبي عامر على مقاليد الحكم بالدولة الاموية ، حتى باشر اهتمامه بمناطق نفوذ الامويين بالمغرب ، ولكن مما يلاحظ على سياسته المغربية انها اختلفت عمن سبقه من خلفاء بني امية بالاندلس ، فرغم انه خص مدينة سبتة عناية خاصة ، اذ عمل على ضبطها بمجموعة من الجنود الامويين ، وقلدها كبار قادته العسكريين الا انه في نفس الوقت ، اكتفى باسناد مهمة ضبط المناطق التي تلي سبتة ، إلى بعض زعماء زناتة الموالين للدولة الاموية بعد ان اغراهم بالاموال والخلع والجوائز ، وتثبيت اسمائهم في الديوان ، لكي تجرى عليهم الاموال بشكل منتظم ، فأحب رؤساء زناتة سياسة ابن أبي عامر هذه ، وجدوا في الدفاع عن مناطق نفوذ الامويين ضد قبيلة صنهاجة والادارسة( ). ويفسر (( دوزي )) سبب اتباع ابن أبي عامر تلك السياسة انه اقتنع عندما اقام بالمغرب بصفته قاضي قضاة بأن الاحتفاظ بهذه المناطق البعيدة والفقيرة نوعاً ما ، يكلف الاندلس نفقات أكثر مما يفيدها ، وهذا ما جعله ، يقتصر على تعزيز سبتة بحامية اندلسية ويترك باقي المناطق للامراء الزناتيين ، وفي المقابل تعهد أن يغدق عليهم كل انواع السخاء ثم يعقب ( دوزي ) على ذلك بقوله : (( وهذه السياسة كانت رشيدة بالنسبة للاندلس ولكنها خطيرة بالنسبة للمغرب الذي ترك لامكانياته الخاصة