مشكلة الارهاب

Abstract

لقد عرفت البشرية الارهاب منذ عهد بعيد ، حيث كان من الشائع ان يقوم فرد او جماعة بارتكاب اعمال عنف ضد جماعة معينة لبث حالة الرعب والفزع لدى اعضاء هذه الجماعة بغية تحقيق اهداف محددة ، ولقد تطور هذا النمط من الارهاب مع تطور المجتمعات واستخدامها للتكنلوجيا المتقدمة ، حيث قام الارهابيون باستغلال هذه التكنلوجيا في عملياتهم الارهابية التي انتشرت في شتى انحاء المعمورة واكتسبت طابعاً دولياً ، وشهد القرن العشرين العديد من الجرائم الارهابية بالغة الخطورة التي خلفت وراءها خسائر فادحة في الارواح والممتلكات ، ولقد احتل الارهاب حيزاً كبيراً في اهتمام الفقهاء ورجال القانون الدولي والقانون الجنائي على حد سواء لما ينطوي عليه الارهاب من مخاطر جسيمة تهدد أمن وسلامة المجتمع وحياة الافراد الخاصة وممتلكاتهم ، ولما تنطوي عليه هذه الجرائم من ايغال في الاجرام وتدنيس للمقدسات وخطف وتهديد للناس الابرياء ، وفي بلدنا العراق فإن الامر يعد على درجة من الاهمية والخطورة وذلك بسبب المعاناة والآلام التي يعاني منها العراقيين جميعاً من هذه الجرائم الارهابية وبمختلف اشكالها ومسمياتها ، ومستندة في ذلك على جملة من الحجج والمبررات الواهية ، وما هدفها إلا تعريض حياة الناس للخوف والخطر وبث الرعب في نفوس هؤلاء الناس ، اضافة الى ما تهدف اليه من تدمير للبنى التحتية للبلد وتخريب اقتصاده وعزله عن العالم المتحضر وهذا لايعني ان ظاهرة الارهاب حديثة عهد في العلاقات الدولية لكن القرن العشرين شهد سعة انتشارها وتعدد منطلقاتها ، فضلاً عن محاولات التأطير القانوني التي واكبتها ولما كان الارهاب ينطوي على جرائم دولية او عابرة للقارات او الحدود ، فقد تعين علينا ايضاً ان نلقي نظرة على المعاهدات الدولية التي نظمت ذلك ، هذا وتشمل خطورة الجرائم الارهابية بكافة اشكالها في مساسها بأمن البشرية والمجتمع الدولي بأسره مع ما تسببه من اضطراب للدول ورعب للافراد نظراً لخطورتها وتعدد اضرارها وضحاياها لذا فأن الارهاب يعتبر شراً مطلقاً وعملاً مقيتاً تدينه وتحاربه كافة الشعوب حتى وصفه البعض بأنه احد اعظم المصائب التي تواجه الجنس البشري ، فهو سرطان العالم الحديث ينمو بعناد حتى يستطيع ان يسمم ويبتلع المجتمع الذي ينمو خلاله ويجره الى الخراب ، فخطره لا يقل اهمية عن خطر الحرب او الجماعة او الاوبئة وعلى ذلك فإن انتشار ظاهرة الارهاب تعني الرعب وهدم أسس المجتمع الحضارية وتحويل الدولة من دولة قانون الى دولة خوف وهي ظاهرة قد تضرب جذورها في البلاد وقد تتجاوز حدود الوطن بلا اذن لتسحق كل عمل انساني يقوم على احترام جذورها في البلاد وقد تتجاوز حدود الوطن بلا اذن لتسحق كل عمل انساني يقوم على احترام حقوق الانسان واحترام ادميته وحرياته الاساسية (1) وان ذلك كله ينعكس على اثره مع الدول لأنها تمس مصالح جوهرية دولية تتمتع بالحماية القانونية وتؤثر على سلامة المجتمع الدولي وعلى أمنه وتخالف ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة وتهدد الاهداف التي عملت منظمة الامم المتحدة على ترسيخها واحترامها (2) .