فهم الواقع البيئي ضرورة مستقبلية للاقتصاد العالمي

Abstract

تحتل قضايا البيئة أهمية كبرى سواء على مستوى البحث العلمي ، أو على مستوى القرارات والمعاهدات السياسية ، أو على مستوى الفكر والتنظيمات الاقتصادية ومختلف مؤسسات المجتمع المدني. فقد ظهر علم دراسة البيئة سنة 1860م لدراسة الظواهر المختلفة المحيطة بالإنسان . أما الاهتمام العالمي والاعتراف الدولي بقضايا البيئة فلم يظهر إلا في أواخر الستينات من القرن العشرين ، عندما ظهرت مشكلة عانت منها مجموعة الدول الاسكندنافية (السويد والنرويج) ، وهي مشكلة تلوث البحيرات هنا لجأت هذه الدول إلى الأمم المتحدة لبحث القضية ، وقد عقد مؤتمر لدراسة هذه الإشكالية . ان الإنسان الأول تعامل مع البيئة بشكل مباشر دون اعتداء عليها في مراحل كثيرة من حياته . فمنذ اكتشاف النار والزراعة واستئناس الحيوان ، واكتشاف بعض الموارد الطبيعية كالمعادن بدأ التطور في العلاقة بين الإنسان والبيئة . وقد تعقدت هذه العلاقة مع تطور الفكر والممارسة الإنسانية ، فمع دخول الإنسان في عصر الصناعة وبناء المدن وتحويل المواد الطبيعة إلى مواد مصنعة ، ازداد ضغط الإنسان على البيئة . فقد تحولت البيئة من بيئة طبيعية إلى بيئة مصنعة من جانب الإنسان . إذ استغل الإنسان البيئة باستنـزاف الموارد من أجل الطاقة والسكن والصناعة والاستثمار وتحسين مستويات المعيشة ، وأصبح يلقي فيها فضلاته المنـزلية والصناعية ، ويلوث أجواءها ومياهها . ومن هنا بدأت تظهر مشكلات البيئة وتتعقد ، مع تعقد المستوى العلمي والتكنولوجي والاقتصادي للإنسان والمجتمعات والأمم .