التصوف والطريقة في عهد الموحدين

Abstract

الملخصظهرت بدايات التصوف في المغرب قبل الانحراف من خلال العبادة والانقطاع والإقبال إلى الله سبحانه وتعالى والبكاء عند قراءة القرآن والاستماع إلى المواعظ والتي تعد من أبرز سمات الزهاد الأوائل، وصرفوا وجوههم عن الدنيا إذا أقبلت إليهم حتى لا يشغلهم شيء من أمرها عن ذكر الله وعبادته والعمل للآخرة، فأن طبيعة التصوف نفسه وما يقوم عليه من سلوك زهدي أساسه نبذ الحياة واعتبارها عرضاً زائل والتعديل على حياة أخرى هي أخلد وأبقى، أي الاعتزال عن مباهج الحياة والتوجه بقلب خاشع ولسان ذكر وأدب جم قائماً ليله وصائماً نهاره. يجمع بين طهارة الجوارح وزكاة النفس لأنهم أثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.وهكذا بدأ الراغب في سلوك طريق الصوفية وانحرافهم عن الزهد يقضي نهاره في التفكير والتعمق في العبادة والمغالاة فيها والدعاء بلسانه وإدامة الذكر لعبارات بعينها ومحاسبة النفس وإجهادها وبزيادة العبادة من صلاة وصيام وقيام في الليل والتبتل وقراءة القرآن وقلة أكل (الجوع) والامتناع عن كل ما أحل الله من الطيبات، وامتناع عن كل ما هو مباح. فضلاً عن ذلك أن رجال التصوف لم يقنعوا بحياة الزهد والعزلة عن الناس بل تطلع المريد الذي سلك طريق القوم إلى أن يصبح شيخاً عظيماً ومرشداً مهماً.