مكانة الفقهاء ودورهم السياسي في الأندلس

Abstract

المقدمةبسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أمَا بعد:فلقد تعرضت الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل إلى انتكاسات و مشكلات عديدة، وصلت إلى حد احتلال الأعداء أراضي المسلمين، وقد تعرض بعضها إلى التقسيم والتجزئة، إلا أنَ الله تعالى قد هيأ في كل هذه العصور لهذه الأمة نخبة من صفوتها وهم علماؤها ليقودها وينتشلوها مما حلَ بها من مصائب ومحن، وذلك لما لهم من مكانة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى، ومنزلة مهمة في المجتمع الإسلامي ،فهم ورثة الأنبياء،وأصحاب الرأي والمشورة،وإليهم تعود الأمة في فهم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،وهم صمام الأمان لهذا المجتمع عندما تتعرض الأمة إلى الفتن والمحن،وفي هذا العصر تتعرض أمتنا إلى محن كبيرة،ولاسيما ما يجري في بلدنا العراق،فما يجري علينا الآن يشبه ما تعرضت إليه امتنا في الأندلس ، لذا أحببت أن أتعرض إلى هذا الجانب وأن أذكر مكانة الفقهاء ودورهم السياسي في الأندلس لأقدمه إلى هذا المؤتمر المبارك لعلَنا نستفيد من تجربتهم وأن نضع حلولاً لما تتعرض إليه الأمة في الوقت الحالي من مصائب وويلات ،وأن نستفيد من هذه التجارب المريرة لكي لا نقع في الأخطاء السابقة التي دفعت فيها الأمة ثمناَ غالياً ألا وهو حضارة الأندلس وأرضها ، فعلى علمائنا وفقهائنا أن يستفيدوا من تجربة علماء الأندلس فيأخذوا الصحيح ويتركوا الخطأ وأن ينصروا الحق،لكي يوحدوا الأمة ويوجهوها بالاتجاه الصحيح . لقد تكون هذا البحث من مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة.. أمَا المبحث الأول فقد ذكرت فيه مكانة الفقهاء في الأندلس.وذكرت في المبحث الثاني تفكك دولة الأندلس إلى طوائف .وأمَا المبحث الثالث فقد خصصته لدور الفقهاء السياسي في الأندلس وفيه أربعة مطالب.أمَا المطلب الأول فقد ذكرت فيه دعوة الفقهاء إلى الوحدة.وأمَا المطلب الثاني فقد ذكرت فيه معارضة الفقهاء ملوك الطوائف.وأمَا المطلب الثالث فجاء في دعوة الفقهاء إلى الجهاد.وذكرت في المطلب الرابع تخليص الأندلس من حكام الطوائف. وجاءت الخاتمة بأبرز نتائج البحث.وأخيرا اسأل الله تعالى أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعله في ميزان حسناتي ووالديَ انه سميع مجيب الدعاء .