دور الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في الحراك الفكري والسياسي

Abstract

كان استيلاء العباسيين على مقاليد الحكم مفاجأة لكثير من العلويين وأنصارهم الذين اعتقدوا أن الأمر صائرٌ إليهم ، لاسيما وأن الدعوة قائمة باسمهم ؛ إلاّ أن العباسيين كانوا يرون أنَّ الله اصطفاهم للخلافة دون سواهم ، وأنَّ وصولهم إلى سدّة الحكم إنّما هو ثمرة سيوفهم التي قتلوا بها أعداءهم من الأمويين . أدرك العباسيون أنّ استيلاءهم على السلطة بالقوة يعني أنّ الأمور لن تستتبّ لهم ، ولن تسير على وفق ما يريدون ، ما دام هناك من العلويين من يعارض حكمهم ، ولدعم موقفهم السياسي ، واثبات حقّهم الشرعي في الخلافة بما يوجب لهم الطاعة من الرعية ، ويضمن لهم عدم الخروج عليهم ؛ فإنّهم لجأوا إلى نظرية الحقّ الإلهي التي تمنح الخليفة حقّ ممارسة السلطة المطلقة ، وإن من يخرج عليه يعد خروجاً عن الملّة .ومن هذا المبدأ الفاسد لجأوا إلى اضطهاد العلويين وملاحقتهم ، والتنكيل بهم ، ولم تعقب هذه السياسة الظالمة منهم غير النتائج السيئة ، ولا نكاد نصل إلى خلافة المأمون حتى تشتد موجة الثورات العلوية التي كادت أن تعصف بعرش الخلافة ، وتزعزع أركانها .