منهج الراغب الأصفهاني في عرض مباحث علوم القرآن في كتابه مفردات ألفاظ القرآن

Abstract

بعد رحلة من البحث ,والدراسة الممتعة في رحاب كتاب ( مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ) , وما تضمنه من مباحث علوم القرآن والتفسير,أوجز القول في تسجيل أبرز النتائج التي توصلت إليها:ـ (1)إنّ الراغب (رحمه الله) ضّمن كتابه معظم مباحث علوم القرآن, وأنواع التفسير بالمأثور ولم يتوقف عند عرض الآيات بل يرجح الأقرب منها إلى المعنى الحقيقي .(2) يُكثر الراغب من الاستشهاد بالآيات أولاً ثم الحديث وكلام العرب من أشعارهم وأقوالهم.(3) كان منهج الراغب استدلال بأكثر من آية للمعاني المحتمله للفظ مندون أن يفاضل بينها أو يبدي آراؤه في أقوال وآراء أهل اللغة والتفسير ؛بل كان متوقفاً على نقل الآراء والأقوال من دون الترجيح في دلالة المعنى المراد من اللفظ. (4)نهج الراغب في كل موضع اسلوب الربط بين المعاني المجازية للفظ ,و مدى ارتباطها بالمعنى الحقيقي ,فقد سلك فيه مسلكاً رفيعاً ,ومنهجاً بديعاً في تفسير القرآن بالقرآن ,وتفسير القرآن بالسنة وهكذا في بقية المباحث التي بينت لنا ذكاء الراغب وبراعته في اللغة التي خاض في لججها وبحارها . (5) لقد تباينت مباحث علوم القرآن في كتاب الراغب من حيث العدد ؛إذ كان استدلاله في القراءات بأكثر من مائة وسبعة وعشرين موضعاً , والمحكم والمتشابهة في خمسة مواضع , في حين استدل بأسباب النزول بما يقارب ثمانية مواضع ,ونجد أنه أكثر من الاستدلال في التفسير ,فكان تفسير القرآن بالقرآن بما يقارب من خمسة وعشرين موضعاً , أما تفسير القرآن بالسنة فقد أخذ مساحةً كبيرة من كتاب الراغب إذ استدل فيه على أكثر من مائتان وأربعة موضعاً ,وتفسيره بقول الصحابي ما يقارب سبعة عشر موضعاً . (6) ما يوأخذ على منهج الراغب أنه لم يميز بين القراءات القرآنية ,في الإشارة إلى الشاذة و الصحيح ,و المتواتر منها إذ أنه أكتفى في أكثر من موضع بالقول : قُرئ كذا ,وهذا غير مقبول ؛لأنه قد يلتبس القارئ فيهما ؛مما يترك أثر واضح في في توجيه المعنى, ومسار الأحكام الواردة في الآية الكريمة .(7) كان الراغب يخلط في نسبة بعض الأقوال إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ,في حين كان يشير إلى بعض أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بلفظ قيل : وهذا فيه تضعيف لايجوز اعتماده مع أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم),كما أنه لم يتحرز من الأحاديث الموضوعة .(8) يُعد كتاب الراغب موسوعة مصغرة لعلوم اللغة ,والنحو , والصرف ,واغلب مباحث علوم القرآن والتفسير.(9) اتصف منهج الراغب بالمنهج اللغوي إذ اعتمد اللغة مصدراً لتفسير القرآن بأقوال الحكماء التي تتفق مع الشريعة بعد أن يعرض اللفظ على القرآن,والسنة النبوية.