المذهب الاقتصادي الإسلامي... طريق الوسطية

Abstract

المقدمةقال الله تعالى في كتابه المجيد:" وكذلك جعلناكم اُمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً".سورة البقرة 143.الوسط لغوياً، تعني المعتدل من كل شيء، ووسط الشيء صار في وسطه فهو واسط، والقوم فيهم وساطة توسط بينهم بالحق والعدل(المعجم الوجيز، 1426هـ: 668)، ويفسر السيد الشيرازي قوله تعالى "أمة وسطا" ,أي جعلناكم أمة في حالة اعتدال لا يشوبها إفراط ولا تفريط في كل جوانب حياتها،والقرآن يؤكد أن المنهج الإسلامي في كل أبعاده يقوم على أساس التوازن والاعتدال ،وشهادة النبي(ص) على المسلمين قد تكون إشارة إلى الأسوة والقدوة لأن الشهداء ينبغي أن يكونوا من أزكى الناس وأمثلهم،وأن الأمة المسلمة أمة نموذجية بما عندها من عقيدة ومنهج بعملها وتطبيقها المنهج الإسلامي ، كما تشهد إن الإنسان بمقدوره أن يكون رجل دين ورجل دنيا(الأمثل، 1411هـ: 356)، وهذا الرأي يذهب إليه الشيخ مغنية أيضا في تفسيره لنفس الآية الكريمة حيث يقول:" هذه الجملة بيان لقوله تعالى يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ووجه البيان أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم على أتباع محمد(ص) بالهداية، وأبرز مظهر لهذه الهداية أنه جعلهم في الدين معتدلين متوسطين بين الإفراط الذي هو زيادة وبين التفريط الذي هو النقص، هذا من جهة العقيدة، أما الاعتدال في الأخلاق فقد جمع لهم في تعاليمه وتوجيهاته بين حق الروح وحق الجسد، فلا روحانية مقترة ولا مادية مسرفة، بل تعادل وتوازن بينهما"(الكاشف، 1401هـ: 223).