موسى الشابندر ودوره السياسي والفكري في العراق حتى عام 1958

Abstract

أخذت دراسة الشخصيات حيزاً مهماً في مجال الدراسات التاريخية، ذلك لأن للشخصيات دوراً كبيراً في صنع الحدث التاريخي، وفهم طبيعة الشخصية ضروري لفهم الأحداث وتكوينها، وتعد هذه الدراسة تواصلاً مع الدراسات التاريخية التي تناولت سيرة رجال الحركة الوطنية والقومية، والفئة المثقفة التي لعبت دوراً كبيراً في بناء وإرساء الدعائم الأولى للدولة العراقية الحديثة، وموسى الشابندر واحدٌ من هؤلاء الرجال والفئات المثقفة، وهو أحد رجال حركة مايس من المدنيين، الذين كان لهم الأثر البارز في التاريخ السياسي والدبلوماسي والفكري للعراق المعاصر خلال العهد الملكي 1921-1958.وكان الشابندر من أبرز الذين عملوا في السلك الدبلوماسي العراقي إبان تأسيس الدولة العراقية، وواحداً من أبرز الوزراء الذين اقترنت أسماؤهم بأهم الوزارات في تاريخ العراق الملكي: وزارتي رشيد عالي الكيلاني الثالثة (31 آذار 1940-31 كانون الثاني 1941) والرابعة (12 نيسان 1941-29 أيار 1941) ووزارة نوري السعيد الثانية عشرة (3 آب 1954- 17 كانون الأول 1955) وغيرها من الوزارات.ولهذا جاء اختيارنا للكتابة عن هذه الشخصية الفذة الجديرة بالدراسة، طالما لم تفرد لها دراسة أكاديمية. ولم تكن مهمتنا في سبر غور هذه الشخصية هينة، بل واجهتنا صعوبات عدّة، ولاسيما قلة المعلومات عن هذه الشخصية الفذة، باستثناء ما كتبه صاحب السيرة من مذكراته الشخصية التي لم تتناول سيرته كاملةً. ولهذا بذل الباحث جهوداً مضنية لأجل الحصول على المعلومات التاريخية ولاسيما الوثائقية الخاصة بموسى الشابندر ودوره ومواقفه من جميع القضايا والأحداث التاريخية التي تناولتها في هذا البحث، دون الخوض في التفاصيل العامة لتلك المواضيع التي تناولها الباحثون، فلم أتعرّض لها إلاّ بقدر تعلقها بموضوعنا لتوضيحه بشكل وافٍ.تألف البحث من مقدمة وستة فصول وخاتمة، تناول الفصل الأول نشأة الشابندر وتكوينه، وعمله السياسي والدبلوماسي حتى عام 1939، فشمل أسرته وولادته وتعليمه وتجربته في العمل التجاري، ومغزى إكمال دراسته العليا قبيل استقلال العراق، فضلاً عن التحاقه بالسلك الدبلوماسي العراقي غداة استقلال العراق.وتضمن الفصل الثاني إسهامات موسى الشابندر في العمل الإداري والبرلماني والوزاري، فشمل دوره في مجلس النواب العراقي والعمل الإداري والسياسي حتى عام 1940، وكذلك استيزاره لوزارة الخارجية في وزارتي رشيد عالي الكيلاني الثالثة والرابعة، وكذلك مشاركته في حركة مايس عام 1941 وإلى سنوات النفي والسجن ومحاكمته الوجاهية. وكرس الفصل الثالث لدور موسى الشابندر السياسي والدبلوماسي حتى عام 1955، تطرقنا فيه إلى نشاطه في حزب الإتحاد الدستوري عام 1949،