البيئة وأثرها في لغة علي بن الجهم تحليل دلالي وصف الناقة إنموذجاً

Abstract

لمّا كانت الفطرة والتقاليد القديمة التي طبعت الذوق العربي بطابعها والتي استقرت في اللاشعور في نفس الأديب , جاءت هذه الدراسة لتعالج الاطر التي تبين أثر البيئة في لغة الشاعر, التي كان لها دور بارز في بناء القصيدة العربية , ولاسيما ما يتعلق في الفاظ القصيدة , وبما تحمل من معان ٍ , وتشبيهات , وهذه البيئة هي الطبيعة التي تمثلت المكان الجغرافي وما تضمّ من طابع بدوي أو حضري. ولاشك أنّ البيئة لها أثر كبير في بناء شخصية الأديب المبدع, بما يحيط به , فكلّ إنسان يؤثر ويتأثر في بيئته بحسب ما تحتويه هذه البيئة من عناصر و أدوات , فتأثيرها في الشاعر وفي طرحه لقصائده , واختيار الأدوات المناسبة لصياغتها , فكلّ بيئة تحتوي على أدوات , والفاظ تختلف عن البيئة الاخرى , فنلاحظ أنّ الشاعر البدوي يحاكي بقصائده ما يؤثر به في بيئتة ويتفاعل مع ما موجود في الصحراء , كما يصور الشاعر الحضري المعالم الحضرية التي تحيط به.و الشاعر علي بن الجهم، عاش حياة طفولته, وشبابه في الصحراء، لذا يلاحظ أنّ الحياة البدوية الجافة الصعبة قد أثرت على ألفاظه , بيد أنّه وجِدَ الفاظ - ولاسيما في وصف الناقة - كان معظمها ذا معان ٍ رشيقة ، ومقاصد لطيفة, و يُقال : إنّ الإنسان ابن بيئته , فعلى الرغم من أن الصحراء قد تركت بصماتها على شعر علي بن الجهم وألفاظه , وذلك من خلال وصف ناقته الذي حاكى بها وصف الشعراء الذين سبقوه لها , لكنّه لم يستطع التخلص من الواقع البيئي الحضري الذي شاهدته عيناه , فتركت بصماتها وأثرت في شعره وألفاظه , وأحدثت التغيير على نفسه.سلطت هذه الدراسة الضوء على الجانب اللغوي الدلالي , وبينّت ما لأثر البيئة في لغة بن الجهم , وتحليلها دلالياً ,متناولة جانب وصف الناقة ؛ محاولة من الباحثين الربط بين الجانب البدوي متمثلة بالناقة , والجانب الحضري وهو المكان الذي قصدته , وما فيه من معالم حضرية جاءت مصورة قي أبيات قصائده.