مفهوم الفحولة بين الأصمعي وعبد الله الغذّامي

Abstract

تعد الفحولة الشعرية من مظاهر النقد في مرحلة بدأ التدوين في القرن الثالث الهجري ، إذ كان الأصمعي المنظر الأبرز لهذه الفحولة ،والتي من وجوهها القوة ، فالحركة الحضارية التي كانت تحكمها ثقافة القوة الرجولية المطلقة هي المؤثر المباشر في اختيار الأصمعي مصطلحه النقدي ،فكل شاعر وقع عليه الاختيار لايكون فحلاً وتنطبق عليه شروط الفحولة الشعرية أن لم يكن شعره قوياً في بنائه ومعانيه ، وهذا ماجعل الأصمعي يقصر الفحولة على شعراء العصر الجاهلي وليس شعر العصر الإسلامي ،الذي استبعده لأنه لان بعد الدعوة الإسلامية ، وقد سبق كل من الجمحي والأصمعي الجاحظ بقوله ( أن العرب تقسم الشعراء إلى طبقات ، فأولهم الفحل الخنذيذ ، والخنذيذ هو التام )( ) ألا أن الأصمعي كان أكثر دقة وتنظيراً في تحديد مستويات الفحولة وفي تمييز الشاعر الفحل من غيره من الشعراء ، ومن ثم ، كان المرجع الأساس في تحديد الفحولة الشعرية . وبقي موضوع الفحولة مدار اهتمام النقاد قديماً وحديثاً ، وعلى نهج الأصمعي سار كثير من الأدباء والقراء ونقاد الشعر حتى صارت الكلمة ملازمة لجودة الشعر ومعيارا له ،ولم يكن اختيار الأصمعي للمصطلح ليأتي من فراغ لو لم تكن الثقافة هي المعيار الأبرز والمؤسس في تحديد القيمة في المخيلة الجمعية للمجتمع العربي،التي كانت تحكمها ثقافة القوة الرجولية المطلقة التي جعلت من المرأة كائناً تابعاً وليس مشاركاً في صنع الحياة وبناء المجتمع ، وعليه فمن البديهي أن يسقط الأصمعي عن قصد شعر النساء ، فقد كان يصف شعر الشاعر أذا كان رقيقاً أو ليناً بأنوثة الشاعر منكراً عليه الفحولة .