الاحكام الشرعية في تجميل العيوب الخلقية

Abstract

الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد فقد شغف الانسان منذ القدم بالجمال ، وبحث عن اساليب كثيرة ، ومتنوعة تحقق له هذا الحلم . فالنفس تعشق كل جميل ، وتنفر وتصد عن ما هو بشع وقبيح؛ فجمال الشكل وقبحه له أثر في الشخص نفسه وفي من يراه وقد ورد عن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ)) اللَّهُمَّ حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي ))1  إن محاولات البشر لاكتساب صفة الجمال- او يعتقد انها كذلك- قديمة ، واخذت هذه المحاولات طرقاً منوعة وكثيرة. فاستخدم البابليون2 وغيرهم الالوان للتجميل وكان لبعض كبار السن من بني اسرائيل اسنان صناعية3 وقد استخدم سكان الجزيرة العربية منذ القدم طرقاً كثيرة ومنوعة لتحقيق هذه الغاية ويروى ان حرثان ( بن عدوان ) بن عمرولقب بذي الاصبع لانه كان له اصبع فقطعها4 ويبدو انها كانت اصبعاً زائدة. وقد استخدم سكان الجزيرة العربية كل الوسائل الممكنة ؛ لاكتساب الصفات الجمالية ، ابتداءً من المظهر المتمثل بالملبس الجميل ، مرورا بصبغ اجزاء من الجسد بألوان كالحناء ، والكتم ، والكحل وغيره وانتهاءاً بتغير في خلقة الجسد كثقب الاذن - لوضع القرط- ووشر السن وو صل الشعر والنمص والوشم و تركيب انف من معدن وقطع السلعة( زائدة لحمية ) و الوشم والوسم وغير ذلك من الامور . وبعد بزوغ نور الاسلام بمبعث النبي محمد () نهى الرسول() عن قسم من هذه الامور كوصل الشعر ووشر السن والنمص والوشم لعلة معينة وامر ببعض كوضع انف من ذهب لعرفجة لانه كان مجدوع الانف وامر بصبغ الحناء واقر ببعض كثقب الاذن لوضع القرط وتكلم الفقهاء بعد ذلك عن حكم بعض مستجدات الامور المتعلقة بتغيير الخلقة والتي كان معمولا بها في عصرهم كإزالة الشين وغيره . ثم جاء العصر الحديث بكل تقنياته وامكانياته العلمية ليشهد تطورات هائلة في جراحات التجميل حالها كحال العلوم الاخرى ليشمل التدخل في جميع اجزاء الجسد لدواعٍ عديدة ولتظهر انواع كثيرة من عمليات التجميل لم تكن معروفة من قبل. وقد أكتسب البحث أهميته من أهمية موضوعه فقد يعاني الإنسان لفترات طويلة من آلام نفسية بسبب تشوه خلقي أو بسبب تشوه طارئ فهل يجوز لهذا الإنسان المعذب أن يضع حدا لآلآمه وأحزانه في ظل أحكام الشريعة الإسلامية وخصوصا أن الإمكانات الطبية لها سرعة وقدرة في تحقيق هذا الأمر؟.